عقدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في نيويورك، اليوم ، الاجتماع السنوي التنسيقي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة، وذلك على هامش أعمال الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث شهدت الجلسة الافتتاحية للاجتماع كلمات لكل من رئيس مؤتمر القمة الإسلامي الرابع عشر ، ألقاها وزير خارجية المملكة العربية السعودية الدكتور إبراهيم العساف، ورئيس الدورة 46 لمجلس وزراء الخارجية ، ألقاها وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش ، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري دي كالو، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين. وأشاد الأمين العام للمنظمة بالجهود التي قامت بها المملكة العربية السعودية بتوجيهات ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -، لاستضافة الدورة الرابعة عشرة للقمة الإسلامية في مكةالمكرمة شهر مايو 2019 ، مجدداً لحكومة المملكة ، دولة المقر، صادق العرفان والامتنان للدعم السخي الذي ما فتئت تقدمه للمنظمة ولما توفره لها من تسهيلات مكنتها القيام بالمهام المنوطة بها. وقال العثيمين : إن مشاركة المنظمة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة تأتي في إطار التعاون والتشاور بشأن العديد من المسائل التي تخص العالم الإسلامي والتي تحظى أيضا باهتمام المجموعة الدولية، مثمناً حضور وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري دي كالو، الاجتماع السنوي التنسيقي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة. وأشار العثيمين إلى أن الأمانة العامة تسعى إلى إجراء سلسلة من المشاورات الثنائية مع المنظمات الإقليمية والدول غير الأعضاء التي لها دور فاعل في المجموعة الدولية، بهدف تعزيز مساهمة منظمة التعاون الإسلامي في التعامل مع القضايا ذات الاهتمام المشترك ودعم مكانتها على الساحتين الإقليمية والدولية. وفي سياق تزامن الاجتماع الوزاري مع احتفال منظمة التعاون الإسلامي بالذكرى الخمسين لإنشائها ، أكد العثيمين أن إنجازات عديدة تحققت خلال العقود الخمسة الماضية، داعياً إلى مواجهة التحديات التي تعترض العالم الإسلامي عبر المزيد من التعاون والتضامن بين الدول الأعضاء، ومواصلة عملية الإصلاح داخل المنظمة، والتقدم في تنفيذ برنامج العمل العشري حتى 2025. وعن مواجهة آفتي الإرهاب والتطرف التي طالت مؤخرا السعودية ونيوزيلندا وسريلانكا ، قال الأمين العام :" إن تلك الأحداث أكدت أن هذه الظاهرة ليس لها دين أو جنسية أو عرق ، مما يقتضي تكثيف التعاون مع المجموعة الدولية لمكافحته، مجدداً التأكيد على أن منظمة التعاون الإسلامي تتصدى دائما للأفكار المغلوطة والمغرضة عن الإسلام من خلال مبادراتها لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، وكذلك سعيها إلى إشاعة قيم التسامح والاعتدال وتشجيع الحوار بين منتسبي الثقافات والأديان من خلال مرصد الإسلاموفوبيا ومركز صوت الحكمة التابعين للمنظمة. وأكد العثيمين إدانة المنظمة للاعتداء التخريبي الذي تعرض له معملان تابعان لشركة أرامكو في المملكة، وأن المساس بأمنها ، باعتبارها دولة عضو في المنظمة ، ومقرًا لها ، إنما هو مساس بأمن العالم الإسلامي بأسره وتماسكه ، ويُعرِّض الاقتصاد العالمي برُمته للخطر ، مشدداً على تضامن المنظمة التام مع المملكة في كل ما تتخذه من إجراءات للدفاع عن أمنها واستقرارها اتساقًا مع ميثاقي منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة. وأعرب الأمين العام عن ترحيب المنظمة للتبرع السخي الذي قدمته المملكة والبالغ قيمته 50 مليون دولار لصالح وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) خلال مؤتمر المانحين الذي انعقد في نيويورك يوم 26 سبتمبر 2019. وتطرق العثيمين في كلمته أمام وزراء خارجية الدول الأعضاء ، الأوضاع الراهنة المتعلقة بكل من فلسطين والقدس الشريف ، جامو وكشمير ، اليمن ، السودان ، أفغانستان ، ليبيا، مالي ومنطقة الساحل ، أفريقيا الوسطى ، الصومال ، إقليم ناغورنو كراباخ ، أقلية الروهينجيا في ميانمار ، وأوضاع الجماعات المسلمة في الفليبين وتايلاند وسريلانكا.