صباح الوطن.. صباح الهلال.. صباح الزعامة.. صباح التاريخ الأزرق المرصع بكل ما تشتهيه جماهيره من ألقاب وبطولات وإنجازات. لقد عايشت كل بطولات الهلال القارية الست التي سبقت لقاء الأمس التاريخي، ولكل من هذه البطولات قصة وتاريخ وهلال.. ولكن بطولة الأمس أرى أنها مختلفة في كل تفاصيلها وأحداثها فمنذ وئدت مشاركته الأولى عام 2000م في المونديال بفعل فاعل، ظل يتعامل بكبرياء الهلال، فجاهد وحيدًا خلال عقد ونصف العقد وحده، يواجه فرق شرق آسيا القوية والمدعومة، وكان قد وصل أيضاً في موسم 2002م ببطولة آسيا لأبطال الكؤوس ولكن كانت البطولة متوقفة.. كل ذلك يجعل الهلال متفرداً في بطولاته كمًّا وكيفًا. في هذه البطولة كان مشوار البطل شاقاً ومتعباً، واجه فرقاً صعبة، تعامل معها المدرب الكبير رازفان بدهاء، فلم يخسر خارج أرضه، وظل يحسم اللقاءات غالباً من الذهاب. الهلال الذي خسر نهائيين أمام سيدني ثم أوراوا لأسباب يعرفها كل المنصفين والواقعيين.. عاد متسلحاً بكبرياء الكبار العظماء، وحسم النهائي بأداء مذهل من نجوم الزعيم، وخلفهم جمهور مختلف عملاً وتعاملاً.. هذا الجمهور هو الذي حافظ على بقاء الهلال في القمة، ولم تهزه محاولات جرّه إلى ميدان النقاش البيزنطي الذي لا يجيده ولا يعترف به، فظل يحقق البطولات بأنواعها، وحتى ولديه ست بطولات قارية لا ينافسه في عددها أحد، فلم يستكِن ولم يستسلم، وظل يقدم لمدرجه الفخم ما لذّ وطاب من الألقاب، وأنا متأكد ولمعرفتي بالهلال أن هذه البطولة التي روضها من أرض الساموراي لن تكون نهاية المطاف، فلديه نجوم هم الأفضل، ولديه مدرب كبير، ورئيس حيّر المنافسين بصمته وهدوئه وعمله الرائع الذي توّجه بترويض الآسيوية.. ولديه نجم استثنائي يحبه الجميع ويحترمه الكل، فحمل الكأس تتويجاً لمسيرة مظفرة ونجومية ميدانية مذهلة. مبروك للوطن.. مبروك للهلال الابن البار للوطن بكل ما يقدمه للبلد من نجوم وألقاب وبطولات.. مبروك للزعيم العالمي وصوله للمونديال للمرة الثانية.. ومبروك له البطولة السابعة التي عززت قيمته كنادٍ للقرن بالقارة الكبرى. بقي أن أشير إلى أن عنوان «الزعيم العالمي» كان لصحيفة الجزيرة بعد التأهل الأول قبل 19 عاماً، وها هو الهلال يعيد كتابة التاريخ والزعامة العالمية.