هل حقق سويوشي أوتسوكي مدرب نادي أوراوا الياباني ما يريده عندما خرج خاسرًا أمام الهلال بهدف وحيد فقط في ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا 2019 ؟؟ نحن أمام سيناريو مرعب حقًا إذا ما تشابكت خيوط الذكريات مع بعضها، فالظهور الضعيف لأوراوا ليس الأول من نوعه في مثل تلك المباريات «الذهاب»، ففي مشواره نحو تحقيق لقب دوري أبطال آسيا 2017 سقط في دور الستة عشر أمام جيجو يونايتد الكوري «0-2» قبل أن يستيقظ على ملعبه ويفوز «3-0» ليكرر السيناريو في دور الثمانية أمام غريمة كاواساكي فرونتال، حيث سقط ذهابًا «1-3» قبل أن يفوز إيابًا «4-1»..!! في دور الأربعة تعادل أمام شانغهاي اس بي جي الصيني «1-1» ليعود في الإياب ويفوز «1-0»، وفي النهائي تعادل أمام الهلال السعودي «1-1» ثم عاد ليفوز باللقب بعد فوزه بالإياب «1-0»..!! حقق أوراوا اللقب لأول مرة عام 2007 فقد تعادل ذهابًا في النهائي أمام سيباهان الإيراني «1-1» قبل أن ينتصر بالإياب على ملعب سايتاما بهدفي يوتشيرو نغاي ويوكي آبي..! ملعب سايتاما بالمناسبة سيستضيف النهائي الثالث آسيويًا لأوراوا الذي احتفل بين أنصاره مرتين» 2007 و2017» على هذا الملعب «21.500 متفرج» بينما يلعب الهلال ثاني نهائي على هذا الملعب «2017 و2019»..!! الظهور المثير للاعبي الهلال في مباراة الذهاب والقوة التي جعلتهم يملكون المباراة «كلها» ليست كافية، وهنا «القوة» الهلالية فقد ظهر اللاعبون بشكل قوي «ذهابًا» لأنهم دخلوا بتركيز عال بعد سلسلة من الخسائر أخرجتهم من دائرة «الثقة المفرطة» ومواصلة احترام المنافس سيكون أيضاً دافعًا لحسم اللقاء في الإياب، فالفريق الياباني يرى أنه حقق ما يريد في الرياض بالخروج بأقل الأضرار الممكنة..!! كيف سيختلف الحال ذهنيًا على لاعبي الهلال؟؟ هنا سيكون دور التحضير النفسي وكذلك دور لاعبي الخبرة، ولو كنت مدربًا لطلبت من المدافع الكوري هيون سو أن يكون الروح القيادية التي تسيطر على الفريق، فمثل تلك المباراة لا تحتاج لإعادة حماقة الدوسري في نهائي «2017» ولا لثقة «الفرج» المزعجة..!! الهلال وجماهيره ولاعبوه ومدربه عاشوا مباراة الذهاب قلقًا، ولهذا كان الإبداع، فقد كان التركيز عاليًا والحذر موجودًا والتمركز حاضرًا بين اللاعبين، ومواصلة الذهنية بهذا الاتجاه ستقود الفريق ليكون البطل - بإذن الله - فسيصل إلى اليابان بفرصتين وبجاهزية عناصرية تامة، والخوف فقط من أن يحاول أحد القفز على «المناسبة» لتسجيل اسم دون إدراك خطورة تشتيت الانتباه..!! الأجواء بطوكيو «24 نوفمبر» وفق تحليلات الطقس باردة، ومن الممكن أن تشهد المباراة هطول الأمطار، وهو أمر من المهم أن يدركه اللاعبون جيدًا للخذر من نزلات البرد أو استخدام الأحذية المخصصة لمثل تلك الأجواء..!! لا بأس باحترام أرقام ومعلومات «المنافس» فهي ركيزة الانتباه والقراءة الصحيحة ومثلما كان «الهلال» مبهرًا بجماهيره العظيمة فسيكون الإياب «الامتحان» الأسهل لهم بالروح و«الأصعب» حال فقد اللاعبون «التركيز»..!! أخيراً يبقى التوفيق من عند الله ولا نملك سوى الدعاء لممثل المملكة العربية السعودية بأن يعود منتصرًا ويواصل زعامته القارية. والشكر لجماهير الهلال التي يوماً بعد آخر تثبت أنها أثمن كنوز ناديها.