في هذا التوقيت تشعر بأن ثمة من الأفراد ما هم إلا نتائج من الماضي ويرفضون تمامًا التغيير. يزور عقولهم بأنهم يتجددون وفي الحقيقة هم متكورون على أنفسهم. تجدهم يخشون التجديد وبكل ما يملكون من قوة يرفضونه ويتحيزون لرأيهم فالبشر أعداء كل شيء يصب بمصلحتهم ويعود السبب لعدم مرونتهم في تقبل الأشياء منذُ الصغر وأيضًا يعود هذا إلى عدم تعويد الإنسان على المناقشة والقراءة. فمنذُ الصغر وعندما يأتي الطفل ويسأل أبويه سؤالاً صغيرًا أو كبيرًا لا يسارعان في الجواب، بل يتهربان منه أو يوبخانه. الإنسان يحب أن يدور حول الماضي كثيرًا فتجده دائمًا يُحب الأحاديث عن الماضي سواء كان عن ماضي أجداده ومقولاتهم أو ماض حزين عاشه هوَ. فتجده لا يزال يعيش على إرث ورثه من أجداده وعلى جُمل قيلت قبل ستين عامًا. ويرفض أن يعي أن ما عاشه أجداده لن يعيشه هو فلكل زمن جيله. لك أن تتخيل أن الأموات لا يزالون يعيشون معنا بمبادئهم وتصوراتهم التي ما زالت تُعيق كل ما هو جديد ومناسب للعصر. فليس كل موروث يُعاش، ويجب على الإنسان أن يعيش الحاضر فهو حياته وأن ينسى حتى ماضيه. في كثير من الأوقات أشعر بأن البشر لا يعيشون في الجديد إطلاقاً. فثمة من الأفراد يعيشون في ذاكرتهم على أجساد المتوفين لذا هم أيضًا متوفون أو يعيشون نصف الحياة. لذلك لا بد أن يعي الإنسان أن هذه الحياة ملك له خاصة بروحه وعقله وأفكاره ومبادئه يحيّا كما يشاء هوَ. يفكر ويصنع و يتجدد . وهذا لا يحدث إلا في ممارسة الرياضة الروحية فبِها يستيقظ الإنسان إلى الحاضر. فتأملاتك الكونية تعني أنك موجود، وأن ما ذهب لن يعود والمستقبل لم يحُن بعد. عليك أن تفكر جليًّا في الوقت الحالي وأن تصنع منه (أنت). أيضًا ممارسة رياضة (اليوقا) تُساهم في تعليم الإنسان كيفية التأمل وتخلصك من التوتر والقلق وتساعد في عملية بناء الأفكار. وبشكلٍ أدق الرياضة بصورتها العامة تُعلّم الإنسان المرونة والتجديد. بالإضافة إلى مهارة القراءة فهي تُجدد أفكاره وتمنحه القدرة على تقبّل كل ما هو جديد. فالحياة سريعة ومتجدّدة يجب على كل فرد أن يتجدّد مع تجددها وأن لا يسلم عقله إلى ما حدث في الأمس. ** **