ما تقوله لنفسك صحيح - يا عزيزي - «ما هذا العنوان الغريب يا خالد»، أقول لك «اصبر يجيك العِلْم»!، سأحكي لك القصة، لن أقول لك «هات دلة قهوتك وتعال» مثل كل مقال.. فالمفروض أنك تعلم ذلك! القديس جمعها قديسين، والقديسين هو الاسم الشهير ولقب نادي «ساوثهامبتون»، تقول في نفسك إنه نادٍ مغمور ولم يحقق الدوري الانجليزي ولا أي بطولة، وأنا أقول لك إنه لولا ممارسات إدارته التي لم تفهم الاحتراف بطريقة صحيحة، لكان هذا النادي من «أشباح» الكرة العالمية، يكفي ذكر اسمه فقط ليصيب من ينافسه بالرعب! نادي مدينة ساوثهامبتون يمتلك أفضل مدرسة كرة قدم قد تشاهدها في حياتك.. أفضل من «كاستيا» ريال مدريد؟ و«لاماسيا» برشلونة؟، نعم، أقولها لك على ضمانتي!، الأطفال يدخلونها حيث توفر «برنامج دراسي لكرة القدم» مع كونها أكاديمية ناشئين، إذن هي مدرسة / أكاديمية، علمية / رياضية، شاهد أي وثائقي عنها وستصيبك الدهشة من الاحترافية في كل شيء، الولد الصغير ينال من التعليم: أرقاه.. ومن الغذاء: أفضله.. ومن التدريب: أقواه! في 2009 اشترى النادي رجل اسمه ماركوس ليبر، كان النادي في الدرجة الثالثة، وكان المدير التنفيذي رجل إيطالي «داهية» اسمه نيكولا كورتيسي، ترك مجال البنوك وتفرغ لمشروع ساوثهامبتون في خطة رائعة اعتمدت على تصعيد نجوم من «مزرعة «النادي أو أكاديميته مع عمل «خارق وغير اعتيادي» من كشّافي النجوم، وبيع نجم أو اثنين فقط كل موسم واستخدام ثمنهم في دعم وتطوير الأكاديمية نفسها من جهة لتخرج نجوماً «أثقل»، وعلى النادي وبنيته التحتية.. كانت النتيجة صعود النادي للبريمرليج والبقاء فيه حتى الآن. توفي مالك النادي «ليبر» وتولت الإدارة ابنته «كاترينا» التي باعت نجوماً أكثر، وأكثر، وانتهت ببيع النادي نفسه لشركة تسويق رياضي صينية اسمها لاندر سبورت! الصينيون أوصلوا القديسين لمرحلة صعبة.. لن أصفها لك فالمساحة لن تكفي، فقط أسألك : هل شاهدت مباراة ليستر سيتي الأخيرة معهم؟ نعم التي انتهت ب 9 أهداف للثعالب الزرقاء؟.. أزيدك من الشعر بيت وأقول لك إن هذه الخسارة التاريخية - التاسوعية - كانت على أرض ساوثهامبتون أو «سانت ماري ستاديوم»! أما مزرعة القديسين فقد أخرجت نجوماً لو لم يتم بيعهم لكان الآن أمامك فريق «عالمي»، هؤلاء النجوم هم : «جازانيجا» حارس توتنهام، ناثانيال كلاين مدافع أيمن ليفربول ومنتخب انجلترا، لوك شو مدافع أيسر مانشستر يونايتد، ديجان لوفرين قلب دفاع ليفربول ووصيف العالم منتخب كرواتيا، توبي الديرفيلد قلب دفاع توتنهام ومنتخب بلجيكا، فيرجيل فان دايك (غني عن التعريف!)، في وسط الملعب فكتور وانياما لاعب أساسي في توتنهام، آدم لالانا نجم ليفربول والمنتخب الإنجليزي، شنايدرلين الذي ذهب لمانشستر يونايتد، أليكس أوكسليد تشامبرلين الذي ذهب لأرسنال ثم تألق الآن في ليفربول.. الهجوم سأقول لك 4 نجوم قم باختيار اثنين منهم بمعرفتك!، ثيو والكوت (أرسنال ثم ايفرتون)، جرازيانو بيللي مهاجم المنتخب الإيطالي، ساديو ماني (هداف ليفربول)، جاريث بيل (صاحب الرقم القياسي بصفقة ال 100 مليون يورو)! لم ننتهِ بعد فهناك اثنان من المدربين «العباقرة» فرَّط فيهما ساوثهامبتون، الأول كومان النجم الهولندي القديم الشهير، والثاني بوتشيتينو مدرب توتنهام وأحد أفضل المدربين عالمياً! فريق عالمي بلا شك.. قيمته السوقية 300 مليون باوند /390 مليون دولار / مليار ونصف ريال!، دخلت خزينة النادي لتحقق النجاح المالي بالطبع، وهو وجه من وجهين لعملة «النجاح الرياضي»، الوجه الآخر هو «النجاح الفني».. وهو وجه العملة الذي غاب عن أنظار مالكي «القديسين».. حتى الآن! 11 ضِعْفاً! صحيفة الميرور الإنجليزية توصلت لمعلومة «عجيبة» وهي أن نادي مثل «ليفربول» اشترى نجوم من ساوثهامبتون في السنوات الأخيرة بقيمة 166 مليون باوند، وكان الأسهل أن يشتروا نادي ساوثهامبتون نفسه وإدارته وبنيته التحتية! فماركوس ليبر اشتراه في 2009 ب 15 مليون!، أي أن ليفربول كان يمكن أن يشتري «القديسين»: 11 مرة!