لايوجد فريق في العالم ينهي مسيرته بمستوى ثابت يبدأ في القمة وينتهي في القمة لا يمكن أبداً، لأننا بشر، ولأننا نعلم أن كرة القدم ليست ركضا فقط إنما تتحكم فيها عوامل نفسية وبدنية وذهنية.. إلخ ولا يمكن أن تكون هذه مجتمعة في قمة استعدادها لأننا نتحدث عن بشر قبل كل شيء. في ديربي العاصمة كانت أحاديث الجماهير النصراوية والهلالية عاطفية قبل وبعد اللقاء، فالمشجع النصراوي كان يرى مثالب الدنيا في الفريق واللاعبين قبل اللقاء والمشجع الهلالي على النقيض كان يرى أن فريقه الأجهز والأكمل، وبعد اللقاء انقلبت الموازين وتبدلت مواقع الجماهير. هي لعبة كرة قدم ولقاء دوري يقبل كل الاحتمالات، وسبق أن تكررت للهلال مع غيرتس ومع زوران، واليوم مع لوشيسكو ولكن كما يقال العبرة في النهايات!! الانتقاد الذي يتعرض له المدرب لوشيسكو مبرر لكونه لم يوفق، ولكن ما لا يبرر هو حملة المطالبة بالتغيير والإقصاء فيما كنا نود أن نرى مطالبات بالتغيير فقط للنهج والأسلوب، لأن الحديث اليوم عن أخطاء في أسلوب لعب، وليس عن قناعات لا تتغير وتعنت من بداية الموسم. لوشيسكو يبدأ الموسم بلقاءين أمام الأهلي، وثلاثة لقاءات أمام الاتحاد، ولقاء أمام التعاون والاتفاق، ثم النصر لم يخسر إلا في لقاء واحد ويتصدر الدوري حتى الآن ويصل لنهائي القارة، كل هذه الأرقام توضح أن هناك عملا، ولكن يحتاج إلى تجويد ومراجعة مستمرة وتعديل مبكر فقط. لذلك انخفاض مستوى اللاعبين والدروب العام للفريق متوقع وجيد، إنه حصل الآن لأن الفريق يحتاج في مسيرته خلال الموسم إلى هزات عنيفة، ومن الملائم أن تأتي هذه الهزة في ديربي كبير حتى تكون العودة بحجم السقوط، ولكن بترند صاعد لا يتوقف حتى يحصل الفريق على الذهب الآسيوي، وهذا ما يتمناه كل مواطن سعودي، ولا أظن أن هناك ما هو أهم من هذه الخطوة على الصعيد القاري للجميع. بين هلالين - يعود الهلال إذا عاد للدفاع الضاغط وكسب الكرة الثانية وتقاربت خطوطه، وهذا ما استطاع النصر القيام به وكسب اللقاء. - جميل أن تملك نجوما في كل خط، ولكن الأجمل هو توظيف إمكاناتهم لإنجاح أسلوبك أوعلى الأقل إيقاف خطورة خصمك. - أمام لوشيسكو لقاءان محلي قبل ذهاب وإياب آسيا عليه أن يعمل لتصحيح الأخطاء، فعمل الموسم كله سيتقرر باللقاء الآسيوي. - للجماهير الهلالية لا يوجد تاجر يتحدث عن رأس ماله بسوء، لاعبو الفريق والمدرب هم رأس المال وأنتم، إما أن تنموا رأس المال أو تخسروه. أخيراً القاعدة تقول: الانتصار يجلب انتصارا والخسائر ليس لها حد إذا لم تُستدرك بعيداً عن العاطفة. ** **