برافو، برافو، برافو.. هكذا يكون الدعم وإلّا فلا. يبدو (والله أعلم) أن الدائرة المعنية في الهيئة العامة للرياضة قد قدرت دعم الهلال الكبير للمنتخب الوطني بنصف عناصره الأساسيين والذي فرغ للتو من أداء الجولة الثانية والثالثة من التصفيات المؤهلة للمونديال وبطولة آسيا للأمم القادمة .. علاوة على أنها تبقت له خطوة واحدة لبلوغ النهائي الآسيوي للأندية (بحول الله وقوته)، وبذلك استشعرَت وجوب دعم الهلال في هذه المرحلة على كل المستويات وبشتى الوسائل والطرق الممكنة. ولكونها تعلم مدى ما يكنّه الإعلام (الأصفر) وذيوله هنا وهناك من مودّة للهلال.. وأن ذلك الإعلام لا يكلّ ولا يملّ من التربص بالنادي الأزرق، وتلقُّف أيّة أخبار أو معلومات عنه، صغيرة كانت أو كبيرة، صحيحة كانت أو كاذبة، لفرد المساحات وقضاء الساعات (للّت والعجن) حوله؟!. لهذا ارتأت الهيئة الموقرة ممثلةً في الدائرة المعنية دعم الهلال في هذا الوقت ولكن على طريقتها الخاصة، فأصدرت بيانها الأخير لكي يصبح ذلك البيان بمحتوياته الشغل الشاغل للإعلام (الأصفر) على مدى يومين. لا أحد ضد إصدار البيانات متى ما كانت ضرورية لتبيان حقيقة ما، كذلك لا أحد ضد تناول الإعلام لتلك البيانات بالتحليل شريطة أن يكون ذلك الإعلام نزيهاً، على أن هذا الشرط من رابع المستحيلات في قاموس الإعلام (الأصفر) ولا سيّما إذا تعلق الأمر بالهلال. ورغم أن البيان قد جاء بمثابة صك البراءة للأطراف المعنية بالموضوع إلا أن توقيت إصدار البيان ونشره كان مثار الارتياب للأسباب التي ذكرتها آنفاً، وهي قرب خوض الفريق مباراته المصيرية آسيوياً كممثل للوطن كرويّاً. ذلك أنه كان بإمكان الجهة المعنية بالهيئة العامة للرياضة التريث في إصدار ونشر بيانها إلى ما بعد لقاء الهلال بالسد القطري، حتى لا يتسبب البيان بتداعياته في إشغال وإرباك من يعنيهم شأن الفريق، على اعتبار أنه لا ضرر من التريث لبضعة أيام، وحتى لا تضطر الهيئة إلى محاولة لملمة الموضوع - كما حدث - في ما بعد برامجيّاً للحدّ من اندفاع وحماس الكثير من الإعلاميين المتربصين الذين وجدوها فرصة مواتية للإساءة للهلال ورجالاته، من أمثال ضيف برنامج (صحف) من الساحل الغربي الذي كاد يغمى عليه من الحسرة على أثر الفاصل الذي تم من خلاله إرشاده إلى ضرورة احترام المنبر الرسمي الذي يتكلم منه. ويبدو أننا سنظل نعاني طويلاً من تسلط بعض الجهات والأطراف التي تسعى دائما إلى تعكير الأجواء من خلال تدخلاتها وتأثيراتها على مصدر القرار في مرجعيتنا الرياضية، رغم تعاقب الأسماء التي يُفترض أنها تقود دفة الأمور باستقلالية تامة؟!.