عاد المسرح السعودي؛ أخيراً عاد. وسيعود ليس كما كان، بل مكتملَ العناصر المسرحية، بالإضافة إلى ارتفاع سقف التعبير عن الرأي، بدعم من طفرة الحرية التي اكتسبها المجتمع مؤخراً، عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي. حين انطفأ المسرح، نتيجة الهجمات المتطرفة، بالعصي والهراوات، لم تجد الخشبة المسرحية مَنْ يلبي نداءها، باستثناء أعمال سطحية وفقيرة تتلاءم مع خطاب التشدّد، وهو خطاب لا جمهور له، سوى المتشدّدين. إن المطلوب من المسرحيين، في هذه المرحلة التحولية الحاسمة، أن يخلصوا لمفهوم المسرح، وألا ينجرفوا وراء رغبات الجمهور. إنها أمانة تمليها عليهم معطيات التغيير الذي انتظره الجميع. فإذا كان التركيز في البداية سيكون على المسرح الكوميدي التجاري، وهو الجاذب الأكبر للجمهور، فإن البوصلة يجب أن تتنوَّع في اتجاهاتها لتشمل الأنماط الأخرى، وعلى رأسها مسرح الطفل. كما أن مراعاة جودة ورقي محتوى المسرحيات الكوميدية، سيكون مؤشراً مهماً لفهم صناع المسرح الجديد لما تتطلبه المرحلة الراهنة.