أمس في تمام التاسعة مساءً تحرك قطار الترفيه من محطة البوليفارد بالرياض مخلفاً وراءه سنوات من صمت العاصمة المطبق الذي جعلها على مدار عقود طويلة إحدى أشهر وجهات تصدير السياح إلى جميع عواصم العالم وأيضاً إحدى أشهر تصدير الأموال التي يحملها أهلها إلى جميع سكان العالم طلبًا للمتعة والترفيه الذين طالما دأب في البحث عنهما السعوديون وقد تصدروا قوائم أكثر السياح إنفاقاً في العالم، لكن رياض الأمس شأن، ورياض اليوم شأن آخر. أمس لوّحت الرياض التي خرجت عن بكرة أبيها لمسيرات الفرح والبهجة التي عبرت شوارعها في كرنفال عالمي لم تشهد مثله منطقة الشرق الأوسط في لوحة فنية متحركة تألفت من 1,500 مؤدٍّ بأزيائهم الفريدة و25 عربة يلوح منها لجماهير المواطنين الملوحين على الجانبين نخبة قلما تجتمع في بقعة واحدة في العالم من ألمع نجوم العالم ووجوهه المحبوبة. أمس تعالت صيحات الأطفال والفتيان والفتيات والشبان والشابات وابتهج الآباء والأمهات ولمعت عيونهم جميعاً لعروض الدراجات، والألعاب النارية، والعربات الاستعراضية، إلى آخر قائمة الفعاليات التي جعلت الحياة تدب في أرض الرياض المحبة للبهجة والسعادة، وأحالت صفحة سماء ليلها إلى لوحات من الضوء الراقص تغازل عيون سكان العاصمة الذين أضاءت البهجة وجوههم في ليلة لن تنساها الرياض. أمس رقصت قلوب سكان الرياض على أنغام نافورة منطقة البوليفارد وأضوائها التي خطفت الأبصار، وزعت البهجة بالتساوي على أكثر من 60 ألفاً من سكان الرياض وضيوفها الذين حرصوا على أن يكونوا جزءاً من الحدث التاريخي لأهل الرياض الذين لم يعودوا في حاجة إلى السفر بحثاً عن البهجة، بعدما أصبحت عاصمتهم إحدى أشهر وجهات البهجة حول العالم. أمس تحولت بقعة من 400 ألف متر هي حدود منطقة «الرياض بوليفارد» إلى خلية نحل سعيد يتحرك بسلاسة ونشاط بين مواقع 9 فعاليات تناسب جميع الفئات، بين مسيرة الافتتاح المذهلة، والسينما الخارجية والأنشطة الرياضية والغنائية والفنية والحركية الحماسية المثيرة، بين المطاعم المتنوعة التي دأب نحل الرياض السعيد المحتفل على جميع رحيق نكهاتها العالمية التي قدم طهاتها إلى الرياض لتقديم أجود ما عندهم. أمس تنفست الرياض فرحاً وسكانها وضيوفها يجتازون الشوارع بسياراتهم التي تلمع تحت أضواء العاصمة التي تحولت إلى ماسة متلألئة متنقلين بين وجهات «موسم الرياض» الاثنتي عشرة. «أمس»، كان الأول من نوعه في اللغة، كان أولَ «أمسٍ» بمعنى «غداً».