يُحسب لموسم الرياض أنَّه اختار الاحتفال بتراث الرياض على طريقته الخاصة، بإطلاق حزمة فعاليات فولكلورية وفنية وموسيقية متنوِّعة تستمر طوال الموسم، بعروض ثلاثية الأبعاد تجذب الشباب وتبهر الصغار، إضافة لاختيار قائمة من المطاعم والأكلات المحلية والعالمية الجاذبة، من خلال جلب أشهر المطاعم وكبار الطباخين العالمين المشهورين إلى هذه المنطقة التاريخية ليُشكِّلوا عنصر جذب لها، بتدشين النايت جاردن أو الحدائق الليلية لتشكِّل رافداً داعماً لزيارة وسط الرياض وخدمة كافة الشرائح المهتمة، ولتبقى ممتعة وجاذبة للعائلات والأسر هناك. مثل هذه التجربة يجب أن تترك أثراً إيجابياً لاستثمار هذه المناطق بوضعها الحالي - وإن كانت المنطقة تخضع للتطوير- ولكن إطلاق مشاريع ترفيهية وسياحية صغيرة تدعم وتشجع الارتباط بهذه المنطقة التراثية والأحياء المجاورة لها وزيارتها من قبل أهل الرياض وزائريها فضلاً عن السياح الذين تستهويهم القيمة التاريخية والمعلوماتية الغنية لهذه الأماكن، ستحدث الفارق في تنشيط الرحلات السياحية لها وزيارتها، الفارق الوحيد في مثل هذه الأماكن هو ما يتوافر من خدمات لوجستية من المطاعم والمقاهي والفنادق التي يبحث عنها الزائر أو السائح في كل مكان يقصده، وهي لا تتحقق عادةً في مثل هذه الأماكن إلاَّ بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة المدعومة من الدولة، ولعلَّ التسهيلات التي تقدّمها هيئة الترفيه لإقامة الأنشطة والفعاليات الترفيهية أو حتى إدخالها في المطاعم والمقاهي القائمة بشكل سريع وبخطوات وإجراءات سهلة وواضحة يدعم مثل هذا التوجه، وهي نقطة مهمة على طريقة إدخال ثقافة الترفيه والبهجة في كل الأماكن، ليتنفّس الناس الحياة حتى في محيط تلك الأماكن التاريخية والتراثية لتبقى جاذبة طوال الوقت. الخطوة اللاحقة التي نتمنى أن نشاهدها في المستقبل من موسم الرياض الجميل هو إضافة فعاليات لأماكن ذات قيمة تاريخية وتراثية وأدبية كبعض الأحياء والشوارع في الرياض التي سكنها شعراء وأدباء ومشاهير، فهذه قد تكون نقطة استثمار وجذب جديدة، ويمكن الاستفادة من تجربة وشخصيات سوق عكاظ لتتناغم معها تلك الشخصيات في المُحاكاة والقصة، وهو ما يعكس غنى بلادنا المملكة العربية السعودية وتاريخ الأرض والإنسان السعودي الضارب في جذور التاريخ مُنذ آلاف السنين. وعلى دروب الخير نلتقي.