حينما تعبَ الجسدُ ارتاح شيئا فشيئًا إلى أن غدت فكرتي تركضُ الآنَ في جسدي لم أكُن حينها البحرَ غمرًا لأُغرقها لم أكُن صخرةً لتُفَجّرها لم أكُن جبلاً شاهقًا كي تحاذرَ شهقتها في العُلُوّْ كنتُ صحراءَ تفسح للغُرباءِ لمن شاءَ أن يتقدمَ أو يتأخّر بل ربما مَنَحتْ نبضها نزهةً للعدوّْ جسدي لم يكُن ناحلاً قطُّ كان جديرًا بأن يملأَ البرَّ والبحرَ والغابَ لكنّهُ منذُ هام بفكرتهِ كان يركُضُ كي تدرك الأرضُ غايتهُ في النحولْ ذات يومٍ أشارتْ إلى البحرِ في حينها لم تكُن فكرتي تقصدُ الموتَ لكن لتصفحَ عن حقّها في الحياةْ ودنا البحرُ شيئًا فشيئًا فصِرنا أنا وهي في البحرِ نغرقُ كيما ندافعَ عن حقّنا في النجاةْ ** ** - هيفاء الجبري