يبرز مصطلح الحصان الأسود عند ظهور نتائج غير متوقعة لفوز شخص في انتخابات أو فنان بجائزة أو لاعب أو فريق ببطولة بشكل غير متوقع، وينتشر هذا المصطلح بشكل كبير في عالم الرياضة وأطلقت على منتخبات كرة قدم (الحصان الأسود) كالمنتخب الكرواتي عندما وصل إلى نهائي كأس العالم عام 2018 أو المنتخب الكوري الذي وصل إلى نصف نهائي عام 2002، إضافة إلى عديد من البطولات الرياضية أو الفردية في مختلف اللعبات. ومن هنا جاءت أهمية اللعب للمنافسة لأن بمقدرة كل فريق أو رياضي تحقيق البطولة بعيدًا عن النتائج والتقييمات المسبقة لكن هذا النجاح أو الفوز تطلب بذل جهد إضافي وتعب لتحقيق ذلك. لذا من المهم أن يحتوى تدريب وتحفيز الطلاب أو الموظفين أو اللاعبين أو الفنانين على معرفة عوامل النجاح والتفوق والتي يمكن أن تعوض النقص في الإمكانات والمستوى والفروق الفردية لتحصد الفوز والنجاح وتتحول إلى (حصان أسود) رابح رغم كل التوقعات، لكن هذا النجاح يحتاج إلى: 1- القتالية في تحقيق الهدف. 2- الانضباطية. 3- المثابرة. 4- معرفة نقاط القوة والإمكانات واستغلالها. 5- الإيجابية والتفاؤل. 6- عدم اليأس. وهذا ما يبعث للأمل من إمكانية تحقيق النجاح أو الفوز والحصول على مراكز متقدمة، لذا متابعة أو ممارسة الرياضة جميلة ومسلية لأن هناك دومًا فرصة الفوز والنجاح بعيدًا عن الأسماء والإمكانات والتوقعات المسبقة (إلى حد ما)، فدومًا نشاهد في الدوريات المحلية أو العالمية والبطولات الفردية بزوغ أبطال جدد رغم فارق الإمكانات المادية والتصنيف الفني بينهم وعدم ترشيحهم إلا أن العطاء والمثابرة والانضباط والثقة تدفعهم وتحولهم إلى (حصان أسود) بنتائجهم الإيجابية وتحقيقهم المراكز المتقدمة متغلبين على النقص في بعض النواحي لكنهم بذلوا المزيد من الجهد والانضباطية. والعكس صحيح فالثقة الزائدة والاستهتار وضعف اللياقة وعدم الانضباطية والانسياق وراء محللين (الغفلة) وزملاء (الترفيع) لن تصعد بك إلى منصات التتويج والفوز مهما كالوا من المديح والثناء لأنك ستسقط على أرض الواقع وتلجأ إلى المبررات ورمي الفشل على الآخرين، لذا تحولت في كثير من الأحيان الرياضة إلى ضجيج وهدير ليس في الملاعب بل في البرامج التلفزيونية والإذاعية وعلى صفحات الجرائد ووسائل التواصل الاجتماعي، مع مناكفات بين الإعلاميين وتوزيع الاتهامات على الحكام والمنظمين واللجان والتبرير الدائم لنجوم فريقهم ولمس العذر لهم وعدم محاسبتهم، فتحولت الرياضة إلى مسلسل من الإخفاقات حتى مع فرق ومنتخبات مستوياتها متواضعة أو أندية منشأة حديثًا ولكنها عوضت هذا النقص بالروح والمثابرة والانضباط. ورغم ترديدنا لمقولة (الكورة تعطي من يعطيها) وللنجاح لا بد من العمل والعطاء والتعب لكنه أحيانًا يتحول إلى تنظير وكلام في المؤتمرات الصحفية والمقابلات واستوديوهات التحليل بعيدًا عن العمل الجاد المنضبط بروح قتالية في الملاعب، لذا تكون النتائج الرياضية غير مرضية ولا تتناسب مع ما يقدم من دعم ورواتب وحوافز ومكافآت وتبقى دون المأمول سواء في الألعاب الجماعية أو الفردية، وأيضا ينطبق ذلك على ما نواجهه من صعوبات الحياة في التعليم والعمل والتي تحتاج إلى جهد وبذل مضاعف بعيدًا عن البحث عن أعذار وذرائع، فالنجاح والربح واعتلاء المنصات يحتاج إلى أفعال وليس كلام وتنظير.