تعرضت منشآت نفطية سعودية إلى عمل إرهابي. ولا يمكن أن يكون الأمر عملاً حوثيًّا خالصًا؛ فالبصمات الإيرانية واضحة في العمل الإرهابي، وعمليات نظام الملالي لم تتوقف منذ عقود من أجل إحراق المنطقة. وما العراق وسوريا واليمن إلا أمثلة حية على تمدد أصابع التدخل الأجنبي في البلاد العربية. وقد نجحوا في إخراج العرب من وحدتهم، ثم تفريقهم إلى طوائف تتقاتل. سيظل الوطن شامخًا وقويًّا برجاله وأبنائه وبناته، وسنظل أوفياء لهذه الأرض وللوحدة الوطنية مهما طال الزمن؛ فالأوطان مثل الأكسجين، تصعب الحياة بدونها، وعلينا أن نقف صفًّا واحدًا للدفاع عنه؛ فالمستقبل هو الوطن المستقر والموحد تحت قيادته التاريخية. ولا شك أننا نتعرض لمؤامرات، وفي هذه الأوضاع تنتصر الأوطان التي تقف ثابتة ومتحدة ضد العدو. اتهم وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إيران بشن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف معملَين تابعَين لشركة «أرامكو» في محافظة بقيق وهجرة خريص بالسعودية، مستبعدًا انطلاق الهجمات من اليمن، وقال إن طهران تقوم بدبلوماسية كاذبة، وقال على موقع «تويتر»: «طهران وراء نحو 100 هجوم تعرضت لها السعودية، في حين يتظاهر روحاني وظريف بانخراطهما في الدبلوماسية»، مشيرًا إلى رئيس إيران ووزير خارجيتها. في ظل هذا الاتهام الصريح خرج الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، بتصريحات مثيرة حول حماية شركاء بلاده في منطقة الخليج والشرق الأوسط. وقال الجنرال «دانفورد» في لقاء متلفز: لدينا اتفاق يسمح لنا بوجود قوات كافية في المنطقة لردع أي هجوم إيراني ضد أمريكا أو الأمريكيين فقط. أعترف بأنني أجد صعوبة في فهم التصريح الأخير. وقد يكون هناك دعوة غير مباشرة لإيران لارتكاب مزيد من الأخطاء. ولماذا 100 هجوم كما صرح به وزير الخارجية غير كافية لإدانة إيران؟ وقد يكون في الصورة مشهد مفقود؛ فالشرق العربي يتمزق، وأدوات التقسيم تقوم بها إيران وحلفاؤها، كما هو الحال في إيران وسوريا.. وقد قيل احذر من عدوك مرة، واحذر من صديقك ألف مرة. ما يجري في الشرق العربي يحتاج إلى تفكيك؛ فالمستقبل يبدو غامضًا، والتدخل الدولي لا يفرض السلام كما يفعل في السودان ودول إفريقية أخرى، ولكن ربما يصب قليلاً من الزيت على النار كلما اقتربت من الخمود، ويسهم الجنون الطائفي في ذلك، وما يجري في العقل الشيعي من تثوير، وفي العقل السني من تطرف قد يعصف بالمنطقة إلى المجهول. أمن الوطن خط أحمر، وسنكون دومًا صفًّا واحدًا ودرعًا واقية حول الوطن الغالي؛ فالأعداء يظهرون أحيانًا في صورة أصدقاء، تلك طبيعة الأشياء في هذه الحياة، وعلى الجميع بلا استثناء أن يقفوا صفًّا واحدًا ضد أولئك الذين يسعون إلى الإضرار ببلادنا العزيزة. حفظ الله بلادنا من كل مكروه.