استطاع مهرجان بريدة للتمور لعام 1440ه أن يجمع قارات العالم السبع؛ باستقباله لوفود أكثر من 25 جنسية عربية وأجنبية، قامت بزيارة المهرجان خلال الفترة الماضية؛ لما يحمله المهرجان من قيمة غذائية واقتصادية، تخطت البعد المحلي، إلى الأفق الخارجي والدولي، وللاطلاع على منتج التمر، والوقوف على حركة البيع والشراء التي تنشط في ساحة مدينة التمور ببريدة. وجاءت تلك الوفود، بتعدد مقاصدها، وتنوع قاراتها ودولها؛ لتعكس حجم التأثير الذي بات يشكله المهرجان على خارطة التسويق الزراعي والغذائي، وحتى التنظيمي والإعداد، رجوعًا إلى حجم وكمية ما يرد السوق من مركبات، وأطنان من التمور بأنواعها وأحجامها المختلفة. في حين تعددت أهداف الوفود والزيارات من الاقتناء والغذاء، إلى التجارة وإبرام العقود، حتى التوثيق والتغطية الإعلامية، وتنوعت تلك الدول بين الخليجية والعربية، ودول أمريكا واليابان والصين وروسيا وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا وأستراليا وفنزويلا، وغيرها، الأمر الذي جعل من المهرجان تظاهرة عالمية توحدت على مائدتها قارات العالم السبع، التي جمعها قيمة وطعم «تمر السكري» الذي أصبح علامة تجارية وغذائية تمتاز بها مدينة بريدة على مستوى العالم. الوفود والطواقم العربية والأجنبية التي تقصد ساحة البيع والشراء في مدينة التمور ببريدة، وبمفارقة عجيبة، تعكس حجم التطور والرخاء الذي حققته المملكة في مدة زمنية خارقة، تلك المفارقة أعادت للأذهان رحلات «العقيلات» لرجال بريدة وتجارها، التي كانت تجوب بلاد الشام والعراق والهند ومصر، بحثًا عن المؤونة والغذاء والكساء، ليتم جلبها إلى أسواق بريدة؛ ليبتاعها الناس، ويعتاشوا منها، بينما تظهر الصورة الآن بوجه آخر، يجعل من بريدة وسوقها الأكبر، ومنتجها الأشهر (التمر) هو محل استقطاب واهتمام وارتحال الكثير من تجار تلك الدول. المشرف العام على مهرجان بريدة للتمور، الدكتور خالد النقيدان، بين أن انتشار السوق، وما يحققه من تأثير على ساحة النشاط الغذائي والاقتصادي على مستوى دول المنطقة، ونجاح تجربة الاكتفاء والتوسع في التنظيم والتسويق، جعلت من مهرجان التمور في بريدة أحد أبرز المحطات التي يقصدها المهتمين من كافة دول العالم، على مستوى الاهتمام التجاري، والغذائي، والإعلامي.