تنتشر ضمن الصور السياحية لمنطقة الرياض صور جميلة لممالح القصب، أو مواقع استخراج الملح قرب مدينة القصب بمنطقة الرياض. يقع مركز القصب التابع لمحافظة شقراء على بُعد (150) كم شمال غربي منطقة الرياض، واكتسب، «ملح القصب» شهرة واسعة منذ القدم على مستوى المملكة. وتبعد «مملحة القصب» عن المدينة نحو أربعة كيلو مترات نحو الجنوب، وهي ذات مساحة واسعة تقترب من النفود الغربي (عريق البلدان)، وتصل شرقاً إلى الطريق القادم من الرياض إلى القصب، حيث تظهر بعض المعالم لها في شكل مزهرات من الأملاح والسبخات في مجاري الوديان الدنيا. وأورد «ناصر بن عبدالله الحميضي» -مؤلف كتاب (القصب)- معلومات عن موقع المملحة، وطريقة الإنتاج، حيث ذكر أنها عبارة عن «سبخة» تغذيها أودية «الحمادة» كلها تقريباً، حيث تتجه من كل صوب لتستقر بأحمالها من الطمي والرمال والأملاح مشكلةً وسطاً من الأرض الفقيرة زراعياً ونباتياً حيث لا يعيش نبات ولا ينمو شجر، سوى شجيرات «الطرفا القزمية»، وبعض الشجيرات التي أصابها شلل في نموها لوجود أملاح شديدة التركيز أعاقتها كثيراً، أما الأعشاب والحشائش فإنها لا توجد ألبتة، مبيناً أن الأرض مستوية تماماً في أرض السبخة، وهذا الاستواء نتيجة طبيعية؛ فالرواسب شكّلت السطح والمياه جعلته مستوياً، وتحاط هذه الأراضي السبخة بأرضٍ أقل أملاحاً، ونظراً لجودة تربتها فقد أصبحت مزارع جادت بمحاصيلها من القمح خاصةً وقت غزارة الأمطار، مثل أماكن «الحجيرة» و»أعيوج»، وإذا انقطعت الأمطار فترة ولو قصيرة صارت تلك الأراضي ذات تربة تزداد فيها نسبة الملوحة. وقد أصبحت «مملحة القصب» مقصداً للسائحين وخصوصاً الأجانب، حيث يتولى «مكتب الهيئة العامة للسياحة بمحافظة شقراء» الإشراف على عدد من البرامج السياحية والوفود التي تزور مملحة القصب، وقضاء وقت للاطلاع على الممالح وتصويرها وزيارة مصانع الملح في القصب.