رحم الله شيخنا الفاضل الأديب الشاعر وقاضي التمييز الشيخ علي بن قاسم الفيفي الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في أوائل شهر رمضان المبارك الماضي كما قرأت ذلك في صحيفة الجزيرة الغراء، ولم أعلم بوفاته في حينه وإلا كنت قد قدمت لأسرته الكريمة واجب العزاء، خاصة أنني من سكان مكةالمكرمة، وهو رحمه الله أيضاً من سكان هذه المدينة المقدسة، وعتبي على أسرته أنهم لم يعلنوا عن وفاته في الصحف المحلية أو وسائل الإعلام الأخرى نظراً لأهمية الشيخ باعتباره وجهاً من وجهاء مكةالمكرمة وعيناً من أعيانها وله أصدقاء ومعارف كثر. وقد عرفت الشيخ الفيف يرحمه الله إبان مباشرته العمل قاضياً في محكمة التمييز بالمنطقة العرية بمقرها بمكةالمكرمة وبحكم عملي الصحفي كمحرر في صحيفة (الندوة) كنت كثيراً ما أتصل عليه لآخذ رأيه في موضوع من موضوعات الجريدة، وكان متجاوباً مع أي اتصال أتصل به في أي وقت وحالاً ما يزودني بالرأي الذي أريد أخذه، وعندما أسند إلي إعداد مسؤولية صفحة في صحيفة (الندوة) بعنوان (بيتنا الواحد) وهي صفحة تشتمل على استشارات شرعية وطبية وقانونية ونفسية واجتماعية، طلبت من فضيلته أن يجيب عن الأسئلة المتعلقة بالجانب الشرعي، وقد تجاوب فضيلته مع طلبي وأخذ يرد على جميع استفسارات القراء التي كنت أبعثها إليه وتخص الزاوية الشرعية، وكنت كثير التردد عليه بمكتب المحاماة والاستشارات الشرعية الذي افتتحه بعد إحالته للتقاعد بحي العزيزية بمكةالمكرمة، وقد عرفته رجلاً طلق المحيا متواضعاً بشوشاً يألف ويؤلف، وأديباً وشاعراً وعالماً لا يمل حديثه، وقد أهداني مجموعة من مؤلفاته في مختلف شؤون الحياة وسعدت بقراءتها مراراً لجودة مضمونها، وعندما جمعت مواد هذه الصفحة في كتاب حمل نفس العنوان (بيتنا الواحد) كانت الاستشارات الشرعية التي أجاب عنها الشيخ الفيفي تتصدر هذا الكتاب بهدف استفادة الناس منها، وعندما صدر هذا الكتاب أهديته رحمه الله نسخاً منه، وقد سرّه ذلك، وكان على فراش المرض بداره بحي العزيزية بمكةالمكرمة عندما زرته وأهديته هذه النسخ من الكتاب، فرحم الله شيخنا الفاضل علي بن قاسم الفيفي وأسكنه فسيح جناته وجزاه خير الجزاء على ما قدمه من علم نافع سواء في مجال عمله في سلك القضاء أو الكتب القيمة التي أصدرها أو الخدمات الكبيرة التي قدمها لمسقط رأسه في محافظة فيفاء، حيث قدم لها الشيء الكثير من الخدمات المتنوعة لا تزال تذكر فتشكر من قبل أهالي المحافظة. ** **