اجتمع قادة 37 دولة ومنظمة في أوساكا اليابانية لبحث مجموعة من القضايا الاقتصادية والسياسية المهمة. من بينهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد بلادنا الغالية. في اللحظة التي وقف قادة العالم وبينهم العربي الوحيد الذي مثل العرب. لستُ بحاجة لتوضيح أهمية وجودنا في أهم مجموعة تدير اقتصاد العالم. لكن ما أريد قوله هو أنه دارت بذاكرتي كثير من السيناريوهات المعقدة. من أهمها كيف يمكن لرجل أن يعمل على أكثر من ملف، ويقفز على كل العثرات التي يضعها في طريقه أعداء حاقدون شغلهم الشاغل إفشال أي مشروع يقوم به. إن الأمر لا يمكن أن يمر على المتأمل مرور الكرام، حيث إنه في حياة الفرد العادية تمر كثير من العراقيل والمعوقات، بعضنا يصاب باليأس، أو الإحباط، أو الضيق والتردد. إنني أتعجب من قوة هذا الرجل، وعلينا أن نستلهم من مسيرة كفاحه كثيرًا من نقاط الإلهام وبواعث القوة. أول الدروس: عدم التوقف كثيرًا أمام صناع العوائق لا خلاف على أن هناك في الحياة من لم ينجح في شيء ما، بعضهم يكرر المحاولة، وبعضهم يقعد ويحبط ويصرف النظر، والبعض الآخر تشتعل في صدره رغبة تحطيم كل مشروع كلله النجاح. لدى هؤلاء سيكولوجية معقدة في مطاردة الناجحين. إن الأمر لديهم مهمة يومية، تبدأ بالبحث عن الناجح، ولا تنتهي إلا بمطاردة آخر. يسخر كل ما لديه، كل وقته، كل ماله. كما لو أنه يقول في ذاته: «طالما أنني فشلت في صناعة النجاح سأحول جهدي لصناعة الفشل». ولو راقبت مسيرة ولي العهد حفظه الله لوجدت هناك من هو مشغول به، حد الأرق! الدرس الأول الذي يقدمه لنا كشعب سعودي، في هذا الحضور المتألق في قمة العشرين، هو أن لا تتوقف عن الطموح حتى لو اشتغل الأعداء الدرس الآخر، وتلتهمه من كلمته في تلك القمة، وهو عدة مضامين ركزت على أهم ما يرفع شأن أي أمة. وهي الشباب والمرأة. حيث قال: (وإذ نشيد بالتقدم الذي حقنناه في السنوات الماضية على الصعيد الاقتصادي فإن علينا أن نسعى جاهدين إلى الوصول إلى الشمولية والعدالة لتحقيق أكبر عدل من الرخاء ويظل تمكين المرأة والشباب محورين أساسيين لتحقيق النمو المستدام). إنها لفتة ذكية لا ينتبه لها إلا من امتلك نظرة بعيدة للمستقبل. فهاتان الفئتان ليستا فقط أهم قوة علينا رعايتها ومنحها كل الفرص المواتية، لنحصل على قوة فاعلة في جميع الأصعدة. بل علينا أن نحمي هذه الفئة المستهدفة من أعداء الوطن. إن المجرمين لن يبحثوا إلا عن أثمن ثروة من ثروات الدول: وهي المرأة والشباب. لهذا ستجد كل الجهود المتدفقة تستهدفهما. وعلينا جميعًا، كمؤسسات وأفراد أن نستمد من هذه اللفتة كل ما يسعنا لندعم المرأة والشباب من جهة، ونحميهما من جهة أخرى. وبالأخص الحماية الفكرية. لأن الحرب في هذا الزمن ترك الأجساد واتجه للعقول. فاتجهوا لاختراقها وتجنيدها لصالح أجنداتهم الخبيثة.