يمنح جبل «رعوم» الزائر لمنطقة نجران إطلالة بانورامية جميلة على المنطقة يتمتع من خلالها برؤية واحاتها الآسرة، وأفقها الأخضر الممتد، وواديها الكبير، ويعد الجبل الأشهر في نجران ويقع في حضنها الواسع، مقابلاً لقرية الحضن، ومجانبًا لجبل أبو همدان، حيث بالإمكان الصعود لقمة الجبل، أو كما يسميها أهالي نجران «القشلة»، بواسطة الطريق المعبّد إليها، على شكل درج، يبدأ من أسفل الجبل، ويتدرج بشكل انسيابي معقول، وصولاً للقمة التي تقع على علو يزيد على 1000 متر عن سطح وادي نجران. وظل جبل رعوم مزارًا للسائحين، ومحبي تسلق الجبال، وكذلك للعديد من المصورين الفوتوغرافيين الذين تعلقت عدساتهم بطبيعة جمال نجران، واحتواء القرى التراثية المليئة ببيوت الطين والقصور القديمة، والمحفوفة بالمساحات الخضراء والبساتين والنخيل، فكانت قلعة جبل رعوم، منصة رؤية جميلة لكافة الزائرين والمتسلقين. ومن على «قشلة رعوم» أو قلعته التي شيدت في منتصف القرن الماضي، يمكن للزائر أن يرى قرية الحضن بكاملها، كما يمكنه رؤية قرية القابل، وقرية الجربة، كما سيمتد به النظر في اليوم الرائق حتى الأخدود الأثرية، ومن جهة أخرى ستظهر له في الرؤية قرية زور آل الحارث الخلابة، وقرية زور الخير، كما تمتد الرؤية للقرى الممتدة على ضفاف وادي نجران باتجاه الشرق، حتى تتداخل الرؤية في المساحات الخضراء البعيدة، والمتناهية في خضم الصورة مع أحياء نجران الحديثة، والجبال، وبداية الأفق باتجاه الصحراء في أعمق نقطة بعيدة. ويمكن لمن يستطيع صعود جبل رعوم أن يرى القلعة، ويتجول بين غرفها، حيث بُنيت بقطع من الأحجار والطين، وسقفت بأخشاب السدر والأثل والنخل، وتزينها من الخارج مثلثات متجاورة لكن منفردة عن بعضها البعض، إضافة إلى خزانات صخرية في أسفل القلعة تم بناؤها بعناية، بحيث تنحدر إليها المجاري من القلعة، لتمتلئ بالماء أثناء هطول الأمطار. وحرصت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالعناية بجبل رعوم وقلعته، بوصفه موقعًا سياحيًا بارزًا، ونفذت أكثر من مشروع لتعبيد الطريق إلى قمته، وترميم القلعة، وإعادة تهيئتها، حيث تم وضع السلالم الصخرية، والمظلّات الخاصة في الطريق من أجل الاستراحة أثناء الصعود، وتم إعادة الاشتغال على جدران القلعة وأخشابها وممراتها، وتلوينها وزخرفتها بما يتناسب مع شكلها وتاريخها. وأوضح مدير عام فرع هيئة السياحة والتراث الوطني بنجران صالح آل مريح أن عمليات الترميم تأتي بهدف المحافظة على كافة المواقع الأثرية والتاريخية، بما يعزز المكانة الحضارية والتاريخية للمنطقة، وتحويلها إلى مواقع جذب للزائرين، من أجل الإسهام في صناعة سياحية بنجران التي تزخر بالمواقع الجديرة بالزيارة، سواء التاريخية الأثرية، أو السياحية الفاتنة، والتي يندرج جبل رعوم تحتها. وأشار إلى أن الجبل وقلعته أصبحا مكانًا شهيرًا لمحبي الهواء العليل، وجمال الطبيعة، وإطلالة تلعين، بجناب هواة تسلق الجبال، ومكتشفي المواقع السياحية الوطنية.