إجازة هذا العام ممتدة إلى قرابة ثلاثة أشهر من بينها شهر رمضان، وخلال هذه الفترة الطويلة هناك ملايين من الطلاب الذين تتفاوت أعمارهم سيعيشون فترة فراغ، وقد يعيش بعضهم في حالة ضجر وملل وستكثر مطالب الأبناء وسيكون هناك شيء من الاضطراب في العلاقات الأسرية لا لشيء إلا لضغوط الأبناء وعدم القدرة على تلبيتها في أحيان كثيرة. كل هذا ينبع من قلة الفرص التي تُتاح لهم للحصول على الترفيه الذي يحتاجونه شريطة أن يكون ترفيهاً آمناً نافعاً. نعرف أن هناك أماكن تسعى لجذب الطلاب وهي قليلة وقد تحتاج إلى أن تطور أدائها ليواكب احتياجات الجيل الجديد. إن هذه المشكلة التي تواجه الأسر سنوياً تبقى معضلة تحتاج إلى حل حاسم، ولا يتأتى هذا إلا من خلال دراسات ميدانية تتلمّس احتياجات جيل الشباب الذين يعانون من فراغ الإجازة، وأن تكون هذه الدراسة للتوصل إلى السبل الكفيلة لإشغال وقت الفراغ لديهم، وتعبئته بكل نافع ومفيد يساعدهم على اكتساب المعرفة وتوسيع الخبرة وتلبية الرغبة المنبثقة عن هواياتهم. وليس من المحظور أن تتم الاستفادة من تجارب أخرى للتعرّف على كيفية معالجة مثل هذه المشكلة. إن ما نراه اليوم هو أن يتجمّع الشباب في منازل بعضهم أو يذهبون للاستراحات أو يتواعدون في المطاعم، أو قد يذهب بعضهم للأندية الرياضية المتاحة وهي قليلة، ولكن أين النشاط الفكري والعقلي الذي ينمّي قدراتهم؟ نحتاج إلى أندية تنشط فكرهم بالمعلومات وتكسبهم ما يدعم إبداعهم ويدفع بهم إلى التفكير الإيجابي الذي سيسهم في بناء قدراتهم ويعدهم للمستقبل. إنها دعوة إلى جهات كثيرة مثل وزارة التعليم وهيئة الترفيه وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة العمل والهيئة العامة للرياضة والجامعات،كل هذه الجهات وغيرها مطالبة بأن تعالج مثل هذه المشكلة التي تتعلّق بشريحة كبيرة من أبناء وطننا.