من الكتب المفيدة في معناها ومبناها، كتاب «صحافة الأمس والغد» للكاتب والصحفي الأستاذ/ عبدالله عمر خياط، رئيس تحرير جريدة عكاظ سابقًا، وقد أهداه لي مع مجموعة من مؤلفاته، قبل وفاته رحمه الله، ويقع الكتاب في [224] ص من القطع المتوسط لعام 1417ه. يقول المؤلف في كلمة تصدرت صفحات الكتاب: «وللحقيقة والتاريخ فإن مشروع هذا الكتاب قد بدأ بمحاضرة دعاني نادي مكة الثقافي الأدبي لإلقائها في إحدى أمسياته بعنوان «نظرات في الصحافة السعودية بين القديم والجديد» مساء يوم الاثنين 21-7-1414ه، وكان في تقديري أن النادي سيصدرها في كتاب بعد حين ليستفيد منها شبابنا، وتكون مرجعاً للباحثين، وبمضي عامين أو تزيد، دون أن يتحقق ما كان في تقديري، ونتيجة للمطالبات والإلحاح على طبعها وإصدارها في كتاب يستفاد به، فقد عدت إليها، وكانت في بضع وستين صفحة، وأضفت إليها الكثير مما تجاهلته يوم إعداد المحاضرة التزاماً بالوقت المقرر للإلقاء والمناقشة». وقد صدر للمؤلف قبل هذا الكتاب (6) كتب هي: o المدمن أنا. o الرسول وخلفاؤه. o جواهر المتنبي. o هيروين على الشفاه. o النصر نحن صنعناه. o النزاهة الشامخة. وقد طبع بعضها أكثر من مرة لجدوى محتوياتها. وقد احتوى الكتاب بعد المقدمة الضافية في مدلولها على ((11)) فصلاً، الأول عن نشوء الصحافة، والأخير عن نظام المؤسسات الصحفية ومعالجته. وكتاب «صحافة الأمس والغد» يعتبر في نظري من الكتب المفيدة والمهمة خلال تلك الحقبة من تاريخ الصحافة السعودية، خصوصًا أن مؤلف الكتاب صاحب تجربة ثرية امتدت لسنوات طويلة في بلاط صاحبة الجلالة، تدرج في ردهاتها وكواليسها وسبر غورها وعاصر ما يعتور طريقها من صعوبات ومواقف لا تخلو منها أي صحيفة سابقًا أو لاحقًا، وساهم في آلية علاجها بل وتطويرها، كل ذلك وأكثر تطرق له الخياط في كتابه سالف الذكر، ومثل هذه الخبرات العملية المهمة تعتبر جزءًا لا يتجزأ من تاريخ صحافتنا العريقة، وبالتالي فالكتاب يمثل إضافة جديدة تفتخر بها المكتبة السعودية خاصة والمكتبة العربية عامة، ولا يستغني عنها الباحث والدارس على حدٍ سواء. عرفت المؤلف - رحمه الله - من خلال مشاركتي ككاتب في جريدة عكاظ خلال التسعينات الهجرية، فقد جمع بين عشق الصحافة والأدب معاً كما يتضح من مسيرته الصحفية ومؤلفاته الأدبية، وقد وجدت منه أنا وأقراني من الشباب آنذاك الدعم والتوجيه، فقد كانت جريدة عكاظ في عهده مدرسة متكاملة، خرجت جيلاً من الشباب من هواة الصحافة والكتابة والأدب والشعر بات يشار إليهم بالبنان. خاتمة: رحم الله المؤلف، فقد خدم الصحافة وسار بها نحو مشارف الرقي (نهضة وإعلاماً) لأكثر من (40) عاماً ترأس خلالها جريدة عكاظ لفترة من الزمن، ثم ظل كاتباً يومياً فيها من خلال عموده المشهور (مع الفجر) يسهم في بناء وطنه (إصلاحاً ونهضة) حتى أتاه اليقين!! ومات دون أن يحظى بما يستحقه من تكريم، مثله مثل غيره ممن طواهم النسيان ورحلوا في هدوء بعيداً عن الأضواء.. ** ** - علي خضران القرني