نظمت هيئة تطوير بوابة الدرعية، يوم السبت الماضي سلسلة من ورش العمل التي أقامتها لمدة ثلاثة أيام عن التجارب العالمية في المتاحف، بهدف استطلاع مقوماتها وطرق الاستفادة من البرامج والخطط الدولية لتنمية الوعي في مجال المتاحف، وسبل الاستفادة من المسارات السياحية والثقافية بتطوير أعمال المتاحف، من خلال تبادل المعرفة التاريخية والتشغيلية، ودمج أحدث الأفكار العالمية تماشياً مع التوجهات الوطنية في إطار رؤية المملكة 2030. ودعمت ورش العمل استراتيجية تطوير المتحف الوطني بالمملكة، ومناقشة الخبرات الثقافية التي تتفرد بها بالدرعية، حيث زار المنسقون والباحثون المؤسسات والمواقع التراثية المختلفة الموجودة في الدرعية. وحضر جلسات ورش العمل أكثر من 50 خبيرًا وطنيًا وعالمياً، بمشاركة من معالي الدكتور فهد السماري الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز، وشاماتا أشعيا المدير العام لمتحف إيجيزيو الإيطالي، إلى جانب قيادات من هيئة تطوير بوابة الدرعية، وممثلين عن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) والهيئة الملكية لمحافظة العلا، وممثلي مؤسسة «مسك» الخيرية. وأدار ورش العمل فريق من قادة صناعة الفنون العالميين منهم الباحث الإيطالي الشهير كارلو ريزو، أمين متحف العلوم الإيطالية، والفنانة السعودية لولوة الحمود، والمصممة العالمية إيسرا ليمنز، مؤسسة ومديرة وكالة إسرا ليمنز. وتعد سلسلة ورش العمل جزءًا من مشروع تطوير بوابة الدرعية الضخمة للسياحة الثقافية، وضمن جهود هيئة تطوير بوابة الدرعية الرامية لنقل الخبرات السياحية والثقافية العالمية إلى الدرعية، وتحقيق التناغم بين تطلعات الهيئة واستراتيجية المتاحف الوطنية ومؤسسات التراث الثقافي. وقالت الدكتورة ديانا سيجانتيني، مديرة الثقافة والتراث في هيئة تطوير بوابة الدرعية، إن التراث الثقافي في المملكة غني ووفير بفضل الرواية التاريخية التي يحملها للإنسانية تجاه سرد قصص الثقافة والتاريخ السعودي الثري، لتثقيف وإلهام أجيال المستقبل من خلال الفن والتراث والتجارب التفاعلية، ويتجلى ذلك في المباني والمقتنيات التراثية والفنون التي تشغل الباحثين العالميين، مشيرة إلى أن الشفافية والتعاون عنصران حيويان في عمل الهيئة لتطوير تجارب ثقافية لا مثيل لها في عرض تاريخ هذا المعلم المميز، مضيفة «نحن ندرك القيمة في توفير فرص التعاون بين الشركاء والخبراء على الصعيدين المحلي والدولي لتقديم تجربة أصيلة للزائرين في الدرعية». بدوره قال الأستاذ جيري أنزيريلو، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية: «إنها مكان لا مثيل له؛ ومن دواعي سرورنا أن نرى الاهتمام والحماس من خبراء الفنون والثقافة الدوليين في التراث والتاريخ السعودي بشكل عام والدرعية بشكل خاص، وفي نهاية هذا العام، نتطلع إلى الترحيب بإخواننا وأخواتنا من جميع أنحاء المملكة والعالم لخوض تجربة استثنائية في الدرعية واكتشاف تاريخها المجيد حيث نتيح مجموعة من التجارب الثقافية التي تقدمها المملكة تماشيًا مع جهود رؤية المملكة 2030 لجذب السياح من جميع أنحاء العالم». وأنشئت هيئة تطوير بوابة الدرعية في يوليو 2017 للحفاظ على ثقافة الدرعية ومجتمعها وتطوير منطقة المعالم التاريخية، حيث تعد الدرعية أحد أهم المواقع التاريخية في المملكة كونها مقر الحكم والعاصمة في عهد الدولة السعودية الأولى، وبها حي الطريف المسجل في قائمة التراث العالمي باليونسكو. وتسعى الهيئة إلى جعل موقع الدرعية إحدى أهم الوجهات العالمية في المنطقة لاستضافة الأنشطة والفعاليات الرامية إلى تبادل المعرفة التاريخية والثقافية، وذلك من خلال مختلف المتاحف الموجودة في الساحات المفتوحة والقاعات الداخلية المنتشرة في أنحاء حي الطريف، إضافة إلى التخطيط لبناء أحد أكبر المتاحف الإسلامية في العالم والعديد من المشاريع الكبرى.