تشهد المدينةالمنورة هذه الأيام توافد أعداد كبيرة من الزوار من خارج المملكة وداخلها، حيث يحرص الكثيرون على الاستمتاع بالروحانية الجميلة التي تميز هذه المدينة في مواسم الخير ومنها هذا الشهر الكريم، حيث أداء الصلوات في مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم والتشرّف بالسلام عليه. وتتميز المدينةالمنورة في هذا الشهر بعادات متميزة وصور جميلة، حيث تتنوَّع الصور الرمضانية المتميزة والتي منها كثافة الحركة حول المسجد النبوي الشريف وحدوث تغيّرات كبيرة في أوقات وأساليب الطعام والشراب وساعات النوم والسهر وغير ذلك. ورصدت «الجزيرة» العديد من العادات من خلال أحاديث مع المواطنين، حيث يقول أحد كبار السن إن شهر رمضان في المدينةالمنورة له مميزات كثيرة أبرزها وجود المسجد النبوي الشريف الذي هو المحور المهم للأجواء المميزة التي تشهدها المدينةالمنورة، حيث تجتمع جموع المسلمين من شتى بقاع المعمورة لأداء الصلوات المفروضة وصلاة التراويح في أجواء مهيأة، حيث تبذل الجهات المختصة جهوداً كبيرة لتوفير أجواء مناسبة تمكِّن الزوار والمعتمرين من أداء صلواتهم بيسر وسهولة وراحة كبيرة. ومن الصور الرمضانية الجميلة التي يتذكّرها كبار السن «المسحراتي» بطبلته الصغيرة وكان لكل حارة وحي مسحراتي خاص يقوم في الساعات الأخيرة من كل ليلة من ليالي الشهر الكريم بجولة في نطاق حارته حتى لا يدخل في نطاق الحارات الأخرى ويحمل طبلة صغيرة يطرق عليها بدقات مميزة وينشد أهازيج جميلة بصوت شجي ينادي من خلالها المواطنين للقيام من النوم وتناول طعام السحور، داعياً الله لهم بالقبول وبسحور هنيء وكان المسحراتي يقوم أحياناً بالطرق على أبواب بعض السكان لإيقاظهم من النوم ويقدِّم له الأهالي بعض النقود والطعام أو يدعونه لتناول السحور معهم ويستمر المسحراتي بأداء مهمته حتى آخر ليالي الشهر الكريم، حيث يقدِّم له الأهالي «العيدية» وهي عبارة عن ملابس وزكاة الفطر وبعض المال إلا أن هذه الصورة انقرضت وأصبح الناس لا يحتاجون لخدمات المسحراتي مع تطورات العصر وتغيّر نمط الحياة بالسهر إلى الفجر. ومن الصور الاجتماعية التي تتميز بها المدينةالمنورة أيام شهر رمضان الكريم انتشار موائد الخير، حيث تشهد المدينةالمنورة خلال الشهر المبارك انتشار الموائد الرمضانية في ساحات المسجد النبوي الشريف وداخل أروقة المسجد وهي متنوِّعة، وهذه الموائد يقوم بالصرف عليها أهل الخير من أهل هذه البلاد حباً في كسب الأجر والثواب ويتوارثون تقديمها في نفس الموقع داخل المسجد منذ عهد الأجداد والآباء وتبذل إدارة شؤون المسجد النبوي الشريف جهوداً كبيرة في تنظيم هذه الموائد داخل وخارج المسجد وتتولى نظافة الساحات المحيطة بالمسجد بسرعة كبيرة استعداداً لصلاة العشاء.