* هل يكفي إعلان الهيئات الفلكية عن موعد ولادة الهلال في إثبات دخول الشهر؟ - لا، ولا عبرة بقولهم؛ لأن المسألة محسومة بنص صحيح صريح «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته» [البخاري: 1909]، هذه مقدمة شرعية إذا حصلت بمن يثبت الخبر برؤيته وهو المسلم العدل فإنه يلزم الصيام ولو قرر علماء الفلك خلاف ذلك، ولو لم يُر الهلال وقرر الفلكيون ولادته -كما في السؤال- فإنه لا يكفي حتى يُرى؛ لأن المقدمة الشرعية: رؤيته بالعين المجردة، وإذا استُعمل ما يُقرب الرؤية الحقيقية كالمناظير مثلًا، فهي تعين على رؤيته لكنها لا تغير من الواقع شيئًا، فإذا رُئي بالمناظير فمعنى ذلك أنه موجود حقيقة، لكنها غير لازمة لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا [الطلاق: 7]، لكن لو استُعملت فلا بأس. ** ** ** نية الصيام * عملي في الصباح الباكر، وقد نمت مبكرًا أول ليلة في رمضان بنية أنه إن كان من رمضان صمت مع الناس، ولما استيقظت بعد أذان الفجر بعشر دقائق أخبروني أن الشهر قد دخل، فأتممت صيامي، وقد نصحني أحد الأشخاص بأن أتأكد من صحة صيامي بسؤال العلماء، فما رأيكم -جزاكم الله خيرًا-؟ - إذا قال مريد الصوم: (إن كان غدًا من رمضان فأنا صائم) المسألة يختلف فيها أهل العلم؛ لأنه لا بد من تبييت النية، وقوله: (إن كان غدًا من رمضان فأنا صائم)، هذا فيه تردد، والنية لا بد أن يكون مجزومًا بها، ولذلك لا يصح الصيام بهذا اللفظ، ومثله ما فعله السائل؛ لأن النية متردَّد فيها، هذا المشهور في المذهب عند الحنابلة، وجمعٍ من أهل العلم، لكن شيخ الإسلام يرى أنه لا يسع المسلم إلا هذا، إما أن يسهر حتى يسمع الخبر أو ينام بهذه النية، فهذا هو المقدور عليه بالنسبة له، فصيامه صحيح -إن شاء الله تعالى-. ** ** يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء