خطت وزارة الشؤون البلدية والقروية خطوات جبارة من خلال مركز تطوير التصميم والتخطيط الحضري للمدن السعودية الذي تم إنشاؤه مؤخرًا والذي رسم من خلاله خطوطًا عريضة لتحسين جودة الحياة في مدننا من خلال تحسين البيئة العمرانية والحضرية المحيطة بنا ونتعايش معها وبها. والحديث عن التجميل العمراني والحضاري ذو شجون وخصوصًا بعد المشاريع الجبارة التي وضع حجر أساسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في مدينة الرياض كالمسار الرياضي وما يتضمنه من استعمالات ترفيهية ورياضية وثقافية وغيرها. ومن خلال هذه الزاوية أوكد على أن موضوع الجمال والتجميل العمراني يحتاج منا إلى تفكير أعمق وأنه مطلوب ليس للرياض وحدها ولكن لجميع مدن المملكة كلها ومطلوب ليس كعمل وقتي نؤديه ثم نتخلص منه وإنما كسلوك دائم مستقر ومتطور ومستمر ما دامت الحياة مستمرة تتعاون وتتكامل فيه الجهات الرسمية مع الجهات الأهلية (قطاع خاص - جمعيات مهنية - أفراد) ابتداء من التخطيط إلى التمويل والتنفيذ، ولكن بشرط أن يتم ذلك بأسلوب اقتصادي رشيد قبل أن يأتي يوم نتعود فيه على التعايش مع كل ما هو قبيح في فضائنا العمراني. هذه الدعوة الجادة المخلصة تستوجب ونحن نتفق على إعادة صياغة الواجهة الجميلة لعمران مدننا السعودية من خلال هذا المركز الفتي أن نذكر أن هناك أدوارًا مطلوبة من جميع الأطراف يلزم أن تتكامل وأن تتم في إطار معايير نضعها معًا الدولة والجمعيات الأهلية والمتخصصون في التخطيط العمراني والتصميم العمراني. فلا يكفي مثلاً أن يتقدم منتج لسلعة سعودية أن يحصل على امتياز الإعلان عن منتجه فوق محطات المترو لتترك له الجهة المسؤولة عن إنشاء محطات المترو الخيار أن يفعل ما يشاء ونرى الخليط من المحطات فوق شوارعنا ذات هوية مختلفة ولا تمت لمشهدنا الحضري بأي صلة. ولقد هالني مع كثيرين ما شاهدته بالاهتمام بالطرق الرئيسة وما يحيط بها من اهتمام لتجميله كما حدث في بعض طرق مدينة جدة دون الالتفات للطرق الداخلية بالأحياء السكنية الذي تحول بما حوله إلى شيء غير جميل. وطبعًا ليس بهذا التسطيح تكون عملية إعادة الوجه الجميل كما أنه ليس بالمواد الأغلى سعرًا تكون صياغة بعض عناصر تأثيث الشوارع ولكن بالمواد الأكثر استدامه والأقل صيانة التي ليس بالضرورة أن تكون الأغلى سعرًا. مع الاهتمام بأعمال الفكر الإبداعي. لقد قررت الأممالمتحدة في اجتماعات الموئل الثاني في 1997م أن دور الجمعيات الأهلية سواء كان القطاع الخاص أو الجمعيات المهنية في تشكيل عمران المستقبل هو الدور الأساسي.. ورؤية المملكة الطموحة وتوجهاتها الحالية تتفق مع ذلك.. ولكن ونحن نحاول استعادة الجمال إلى عمراننا يلزم أن نحدد الأدوار.. ونضع المعايير التي تشكل صياغات جمال المستقبل وأن يكون كل ما حولنا في إطار منظومة متكاملة متجانسة يشارك في أدائها كل العازفين على قدر ما توفر لديهم من مهارات ليكون نسيج عمراننا متسقًا وجميلاً وسوف يعود للشارع وللعمران السعودي وجهه الجميل الذي تستحقه المملكة بما وهبها الله من شعب معطاء وجهود الزملاء بمركز تطوير التصميم الحضري... ودمتم بود.