تسببت الأرضية المغطاة بالعشب الصناعي للملعب الرئيسي في منشأة نادي الطائي بتعرض عدد كبير من لاعبي فرق النادي لإصابات متنوعة طوال الموسم، سواء أثناء التمارين اليومية أو خلال المباريات الرسمية التي أقيمت على الملعب، وبشكل ملفت ويبعث على القلق؛ نظراً لصلابة الأنجيلة ووجود مساحات غير متساوية وثابتة بالملعب، وفي حال نزول أي لاعب على تلك المناطق تعرضه لخطر الإصابات، وقد حدث بالفعل، مما اضطر المدربين إلى التخلي عن إقامة التمارين عليه بشكل نهائي، والاكتفاء بالملعب الرديف الأقل خطورة..! وقد تسبب الملعب الرئيسي والمغطى بالعشب الصناعي بحدوث إصابات بالرباط الصليبي للاعبي فرق النادي أمثال عبدالمجيد الرشيدي، ورائد العمري، وسلطان السلطان، وحميدان لافي، وعبدالله السليطي، وعبدالعزيز النوران، وفهد السلامة، وبدر الخمعلي، وخالد السلامة، وخالد عيد، وعبدالله عبيد، بالإضافة إلى لاعبين آخرين أصيبوا بسببها بتمزقات بغضروف الركبة وتمزق أربطة المفاصل والتهابات صابونة الركبة، وفي مقدمتهم مشاري جديع، وعبدالإله العامر، ومحمد مزيد، ومامادو، وسالم الطوياوي، وغيرهم..! المرسي: الأرضية هي السبب وعن ذلك يقول الدكتور مروان المرسي «أخصائي العلاج الطبيعي بنادي الطائي والمتخصص بإصابات الملاعب»: تؤدي الأرض الصلبة للملاعب المزروعة بالعشب الصناعي إلى حدوث التهابات، وتلف في أوتار العضلات والأربطة، وحدوث آلام في مفاصل الجسم والعمود الفقري قد تصل إلى الرقبة..! وفي حالة السقوط على العشب الصناعي ولصلابة الأرض تزداد احتمالية حدوث إصابات أكثر خطورة كالكسور وقطع في الأربطة وغضاريف الركبة، بالإضافة إلى أنها تسبب العديد من الإصابات مثل خشونة المربع، والتواء الكاحل، وآلام عظام الساقين، والتي يمكن أن تؤدي إلى كسر إجهادي، فضلاً عن إصابة العضلات بالتقلص والشد والإجهاد والتمزق وذلك لحركتها على أرض صلبة..! وفي هذا الإطار تسعى إدارة نادي الطائي لإيجاد حلول مناسبة بالتعاون مع الهيئة العامة للرياضة، ومن ضمن تلك الحلول الرفع لهيئة الرياضة لزراعة الملعب الرئيسي أو الرديف بالعشب الطبيعي لحماية اللاعبين مما يحدث لهم من إصابات بعد أن بدا واضحاً الضرر البالغ، سواء للاعبي فرق الطائي أو للفرق الزائرة لأداء المباريات الرسمية على مستوى الفئات السنية. بحوث علمية صادمة..! وبنقل الحديث عن العشب الصناعي لنطاق أوسع فإن هناك عدة دراسات وأحاديث وتصريحات ظهرت على مدى السنوات الماضية عن المخاطر الصحية على مستخدمي الملاعب المغطاة بالعشب الصناعي لساعات طويلة خاصة الرياضيين..! حيث إنه يتكون من مادة (النايلون) ويدخل بصناعتها مواد (البولي بروبلين) و(البوليستر)، وبعد تسخينهم فى درجات حرارة مرتفعة ثم تبريدهم يتم إنتاج شعيرات العشب الصناعي.. كما أن بعض الباحثين سبق وأن أكدوا أنّ استخدام إطارات السيارات المعاد تصنيعها لإنتاج أرضيات الملاعب يحمل معه أخطاراً كبيرة قد تلحق باللاعبين أضراراً وأمراضاً خطيرة ربطت بين حبيبات المطاط -المصنوع من إطارات السيارات المتهالكة والمواد المسرطنة- وبين مرض السرطان الذي تسببه المواد الكيماوية في تلك الحبيبات..! كما ذهب عدد من الدراسات -التي لم يتم التعامل معها بصورة أكثر جدية- إلى التأكيد أن (الأنجيلة الصناعية) لها العديد من المخاطر الصحية التي تشابه المخاطر التي تسببها إطارات السيارات المعاد تصنيعها وتصل للتشوهات الخلقية، والعصبية، وتأخر النمو، وربما تتسبب بالإصابة بأمراض السرطان ومنها سرطان الدم..! ومعروف أن إطارات السيارات يدخل المطاط بشكل رئيسي في تصنيعها والذي يتضمن مواد سامة مما يلحق الضرر بالجهاز التنفسي وحساسية الجلد، بالإضافة إلى الكربون الأسود والذي يعد مادة مسببة للسرطان..! العشب الصناعي مسبب لسرطان الدم والأورام والحساسية..! وفي تفاصيل علمية أكثر دقة فإنه وحسب تقارير صادمة نشرت عبر وسائل إعلام عدة فإن العشب الصناعي مسبب لسرطان الدم بعد أن كشف مركز السيطرة على الأمراض والوقاية الأمريكي «CDC» عن المكونات الخطيرة التى تدخل في تكوين العشب الصناعي ومن ضمنها مادة (benzothiazole)، وأن هذه المادة تتحول إلى سيانيد الهيدروجين وأكسيد النيتروجين وأكسيد الكبريت وهي مواد سامة عند درجات الحرارة من 20 درجة وأعلى، وبالتالي فربما تسبب حكة وحساسية جلدية مزمنة..! كما أن الكربون الأسود (Carbon black) مصنف من قبل الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) على أنه مادة مسرطنة ويساعد على نمو الأورام السرطانية..! بالإضافة لمادة (polycyclic aromatic hydrocarbons) التي تم ربطها بشكل مباشر بسرطان الرئة وسرطان الجلد وسرطان المثانة وسرطان الكبد، وسرطان المعدة..! ممارسة الرياضة ل10 ساعات أسبوعياً مخيف..! كما أكدت أبحاث علمية أخرى أن العشب الصناعي يحتوي على بتروكيماويات تسبب التهابات مزمنة في الجهاز التنفسي والكبد والكلى والجهاز العصبي في حال الاحتكاك المباشر بعد تآكل العشب الصناعي، وتتطاير تلك المواد ليتم استنشاقها أو التصاقها بالجلد مباشرة.. وأن ممارسة التمارين الرياضية على العشب الصناعي لمدة 10 ساعات أسبوعياً لخمس إلى عشر سنوات يزيد من نسبة الإصابة بالسرطان، خاصة فى البلدان الحارة..! تحرك عاجل لهيئة الرياضة..! وأمام كل ذلك وفي ظل انتشار الملاعب المغطاة بالعشب الصناعي بالمنشآت الحديثة لأنديتنا فإنه يقع على عاتق مسئولي الهيئة العامة للرياضة دور مهم ومفصلي، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم ومراكز البحوث وصحة البيئة المتقدمة في العالم؛ لتحديد صحة وحقيقة تلك الأبحاث التي تتحدث عن الخطورة البالغة على حياة اللاعبين التي تتسبب بها أرضيات الملاعب المغطاة بالعشب الصناعي.. وإصدار تطمينات فيما إذا كانت تلك الدراسات والبحوث غير دقيقة ولم تعتمد على إحصاءات فعلية لرياضيين تعرضوا للإصابة بتلك الأمراض نتيجة ممارسة الرياضة على العشب الصناعي أو اتخاذ قرار حاسم لإزالة الملاعب المغطاة ب(الأنجيلة الصناعية) في المملكة في حال التوصل لنتائج مؤكدة عن خطورتها..!