كثير من الأحيان يأتي إلى العيادة بعض المرضى وهم يشتكون من تورم في منطقة الركبة. هذا التورم هو ليس تشخيصاً ولكنه أحد الأعراض الناتجة عن الكثير من المشاكل الصحية والإصابات التي تصيب الركبة. وفيما يلي سوف نستعرض أهم هذه الأسباب والأمراض التي تسبب تورم الركبة. من الناحية التشريحية ؟ يتكون مفصل الركبة من التقاء الجزء الأسفل من عظمة الفخذ مع الجزء الأعلى من عظمة الساق مع الجزء الخلفي من عظمة صابونة الركبة. هذه العظيمات يغلفها غضروف يسهل الحركة. والفراغ الذي يتكون منه المفصل عند التقاء هذه العظام يكون ملبساً ومغلفاً بغشاء يعرف باسم الغشاء الزلالي (synovial membrane) وفوق هذا الغشاء الزلالي توجد أيضاً أربطة (ligaments) وأغشية أخرى وعضلات تمر وتوفر الثبات والمرونة والحركة لمفصل الركبة. والغشاء الزلالي مسؤول عن إفراز مادة زلالية زيتية (synovial fluid) تسهل حركة المفصل. وهذا الفراغ الموجود داخل الركبة هو محدد الحجم وأية زيادة في كمية السوائل بغض النظر عن نوعها داخل الركبة تؤدي إلى تورمها وانتفاخها وبالتالي تؤدي إلى ظهور ألم شديد لأن الغشاء الزلالي والأربطة والأغشية الأخرى هي ذات حساسية كبيرة وتؤدي إلى وجود ألم مبرح عند انتفاخ الركبة وعند الشد على هذه الأربطة من الداخل. خشونة والتهاب مفصل الركبة وهذا هو عبارة عن مرض يحدث نتيجة تآكل الغضاريف التي تغلف النهايات العظمية للركبة مما يؤدي إلى وجود احتكاك وخشونة عند تحريك المفصل وبالتالي يؤدي إلى حدوث تهيج في الغشاء الزلالي ويؤدي إلى زيادة في الإفرازات التي يفرزها هذا الغشاء. هذه الزيادة في الإفرازات تؤدي مع مرور الوقت إلى ظهور تورم وانتفاخ في الركبة. بالإضافة إلى ذلك فإن مرض خشونة الركبة عادة ما تكون لديهم زيادات عظمية (osteophytes) ونواقير عظمية زائدة في أطراف المفصل مما يؤدي إلى تضخم المفصل. وعادةً ما يحدث هذا المرض لكبار السن وعادةً ما يشتكون من آلام مزمنة ولكن يأتي المريض وهو يشتكي من أن الركبة قد انتفخت بشكل مفاجئ خلال الأيام أو الأسابيع الماضية وأن الآلام زادت وأصبح تحريكها صعباً. ويذكر المريض أن هذه الأعراض والانتفاخ هو شيء مفاجئ ولا يذكر أي إصابة للركبة. وعادةً ما يبين الفحص السريري وجود تورم للركبة مع صعوبة في تحريكها وتبين الأشعة السينية وجود الخشونة. و في هذه الحالة يتكون العلاج من سحب المادة الزلالية الزائدة من مفصل الركبة تحت تخدير موضعي وحقن الركبة بمادة الديبومدرل ذات الخاصية المضادة للالتهابات والتي تساعد على تهدئة الالتهاب في الغشاء الزلالي وبالتالي إلى إزالة التورم. بعد ذلك يتم إعطاء المريض الأدوية المضادة لإلتهابات المفاصل والأدوية المسكنة وجلسات العلاج الطبيعي لعلاج مرض خشونة الركبة. أما في الحالات المزمنة والتي لا تستجيب للعلاج التحفظي فيصبح التدخل الجراحي وعمل جراحة مفصل ركبة صناعي ضرورياً لعلاج الخشونة. النزيف داخل مفصل الركبة هو أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى التورم في منطقة الركبة. والنزيف داخل مفصل الركبة (hematoma) قد يقع نتيجة حدوث إصابات في منطقة الركبة مثل كسور العظام التي يتكون منها المفصل عندما تصل هذه الكسور إلى منطقة المفصل (intraarticular) أو حدوث تمزق أو قطع في الأربطة الموجودة داخل مفصل الركبة مثل الرباط الصليبي الأمامي (ACL) أو الخلفي (PCL) أو الغضروف الهلالي الداخلي أو الخارجي أو الأربطة الجانبية. وفي هذه الحالات يأتي المريض وهناك تاريخ مرضي للإصابة أو لإلتواء الساق أثناء ممارسة الرياضة ولا يستطيع المريض المشي عليها وتكون الآلام مبرحة وحادة وشديدة. ويلزم التشخيص عمل أشعة سينية أو في بعض الأحيان قد يتم اللجوء إلى أشعة الرنين المغناطيسي (MRI) وهي ضرورية لمعرفة التمزق في الأربطة والغضاريف الداخلية. وبعد التشخيص يتم العلاج عن طريق أخذ الأدوية المسكنة والمرخية للعضلات وبعد ذلك يتم العلاج حسب التشخيص. ففي حالة الكسور إذا ما كانت الكسور بسيطة وغير متزحزحة وكان الفراغ بين العظام لا يتجاوز الملميتر أو المليمترين ولا يوجد تحرك في أجزاء المفصل فإنه يمكن علاج هذه الحالات عن طريق استخدام الجبائر الطبية بأنواعها واستخدام العكاكيز الطبية. أما في الحالات التي يكون فيها العظم متخلخلاً ومتزحزحاً عن بعضه البعض فإنها تستدعي التدخل الجراحي لإعادة الأجزاء المكسورة لوضعها الطبيعي وتثبيتها باستخدام شرائح وبراغ طبية. أما في حالات تمزق الأربطة فإنه يمكن التريث لبضعة أيام أو حتى بضعة أسابيع بينما يقل التورم وتقل شدة الآلام وبعد ذلك يتم العلاج حسب شدة التمزق. فإذا ما كان التمزق بسيطاً فإنه يمكن علاجه باستخدام الأدوية المسكنة والعلاج الطبيعي والربطات الطبية. أما إذا كان تمزقاً شديداً فإن التدخل الجراحي يكون ضرورياً لإعادة ترميم الأربطة أو إعادة بنائها. وبغض النظر عن السبب الذي يؤدي إلى التجمع الدموي داخل الركبة فإنه إذا ما كان التجمع كبيراً والألم شديداً فإنه يمكن منذ البداية عمل سحب للدم تحت تخدير موضعي باستخدام إبرة كبيرة لتخفيف الآلام في منطقة الركبة. الأورام الحميدة للغشاء الزلالي ؟ واعتلال الغشاء الزلالي هو أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى تورم بطيء ومزمن في منطقة الركبة. واعتلال الغشاء الزلالي قد يكون على شكل التهاب مزمن (stnovitis) يؤدي إلى تضخم الغشاء الزلالي وإلى تورم الركبة وإلى زيادة الإفرازات فيها أو قد يحدث نتيجة بعض الأورام الحميدة (synovial chondromatosis) التي تصيب الغشاء الزلالي وتؤدي إلى تحولات في نوعية الأغشية مما يؤدي إلى تضخمها. في هذه الحالات يأتي وهو يشتكي من آلام مزمنة وتورم مزمن يزداد مع الزمن ويؤدي إلى صعوبة في ثني الركبة. والتشخيص عادةً ما يتم عن طريق استخدام أشعة رنين مغناطيسي التي تبين التضخم والتورم في الغشاء الزلالي. أما بالنسبة للعلاج فعادةً ما يستدعي التدخل الجراحي عن طريق عملية جراحية إما بالمنظار وإما عن طريق فتحة جراحية بإزالة الغشاء الزلالي المتضخم وبالتالي إزالة سبب الورم في الركبة. آلامها مستمرة