أكد محلل السندات بصحيفة «الجزيرة» أنه عندما أعلن وزير الطاقة السعودي إغلاق سندات أرامكو يوم الأربعاء القادم، تناقل المستثمرون فيما بينهم عن تنافس حاد على اقتناص حصة من سندات جوهرة التاج السعودي. وتأتي تلك المناقشات بين مستثمري الدخل الثابت في الوقت الذي ينتظر فيه أن تستكمل أرامكو خلال الساعات القليلة القادمة دفتر أوامر الشراء لسنداتها عبر إصدار الأسعار الاسترشادية. وقال محمد خالد الخنيفر المصرفي المختص في أسواق الدين والائتمان إن عدم تطابق التصنيف الائتماني لأرامكو وأرقامها المالية المبهرة أسهم في أحداث معضلة تسعيرية حول القيمة العادلة لسنداتها. فالجميع يدرك أن أرامكو لديها خصائص للحصول على تقييم ائتماني عند أعلى درجة (AAA) مقارنة مع تصنيفها الحالي (A+). ولذلك تركزت إستراتيجية أرامكو مع البنوك المرتبة للإصدار على استخدام الحجة المنطقية ولغة الأرقام، وذلك من أجل إقناع المستثمرين بأن الشركة تتمتع بخصائص تضعها فوق مستوى تصنيفها الحالي. حيث احتوى العرض التقديمي على توضيحات عدة تثبت بأن «معايير القياس الائتمانية» لأرامكو تتجاوز بمراحل الشركات التي حصلت على أعلى درجات التصنيف الائتماني كميكروسوف وإكسون موبيل. بل إن أرامكو تقع «بفئة بمفردها». لماذا تقترض الشركة الرابحة ذكر الخنيفر: أن السؤال الأبرز الذي طرحه المستثمرون هو كيف لشركة تجني ما لا يقل عن 10 مليارات دولار شهرياً كأرباح أن تستدين من أسواق الدين. حيث جاء على لسان ممثلي أرامكو خلال العرض التقديمي بأن الشركة ليست بحاجة ماسة للاقتراض. لعل الإجابة على هذا السؤال تتلخص فيما يلي: 1) الشركة تنوي بناء منحنى عائد لسنداتها كما هو الحال مع شركات النفط العالمية. 2) نشرة إصدار السندات حملت معها الشفافية وهي خطوة تمهيدية قبل طرح نسبة ضئيلة للاكتتاب لاحقاً مشاهير وول ستريت وأردف الخنيفر: أن اللافت في الأيام الماضية هو قيام بعض أبرز الأسماء العالمية في الصيرفة الاستثمارية والاقتصاد بدعم إصدار أرامكو. ونذكر هنا ما وصفته بلومبرج «بالظهور النادر» من قبل الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورجان (أحد البنوك المرتبة للإصدار) خلال الجولة الترويجية مع مستثمري الدخل الثابت في نيويورك. حيث تحدث جيمي دايمون أمام مستثمري وول ستريت عن الإصدار وأهمية أرامكو. وهناك أيضاً الخبر الذي تم تسريبه بخصوص قيام أرامكو باختيار محمد العريان، كبير المستشارين الاقتصاديين في شركة التأمين أليانز، كمستشار غير رسمي قبل الجولة الترويجية لسنداتها. وبوجهة نظر المحلل أن هذا الأمر تم لسببين: الأول هو أن شركة التأمين تعد من كبار المستثمرين الأوائل بأدوات الدين الحكومية للمملكة. والسبب الثاني يرجع لكون العريان قد عمل بجانب «ملك السندات» وليام قروس بشركة إدارة الأصول بيمكو التي كانت تدير في ذلك الوقت أضخم صناديق السندات بالعالم والمتخصصة بالسندات ذات التصنيف العالي والأسوق الناشئة، وهذا ما ينطبق على أرامكو. وقال الخنيفر: إن ما نقل إلي في أيامه أن البنوك الاستثمارية مع إصدارات السندات يأتون إليه ويأخذون رأيه بتسعير السندات التي كان يستثمر بها صندوق بيمكو الذي وصلت أصوله ل 263 مليار دولار (في حينه) وأن العريان لا يزال يملك مصداقية عالية بأسواق الدخل الثابت حتى وقتنا الحالي.