انتهى اجتماع الكونجرس الآسيوي الذي تم انعقاده في مقر الاتحاد الآسيوي في مدينة كوالالمبور الماليزية بإعادة انتخاب البحريني الشيخ سلمان آل خليفة رئيسًا للاتحاد الآسيوي لكرة القدم للدورة الرئاسية الثانية للفترة (2019 - 2023)، وفوز خمسة قياديين بمناصب نواب الرئيس، وعدم فوز السعودي قصي الفواز (المرشح لمنصب نائب الرئيس)، وفوز (20 شخصًا) لمنصب أعضاء المكتب التنفيذي الآسيوي، ليس من بينهم السعودي لؤي السبيعي (المرشح لمنصب عضو المكتب التنفيذي الآسيوي)، وفوز (6 أشخاص) لمنصب ممثلي آسيا في مجلس الفيفا، ليس من بينهم السعودي الدكتور خالد الثبيتي (المرشح لمنصب عضو مجلس الفيفا). وبالتالي غياب المملكة العربية السعودية عن المناصب القيادية في الاتحاد القاري لأول مرة منذ 20 سنة في حدث يحاكي الواقع المرير الذي يشهده حال الكرة السعودية، إِذ عدم الوجود السعودي يعني التراجع الواضح في تولي مناصب قيادية آسيوية لها التأثير الكبير في صناعة القرار في قارة آسيا، بحيث لا يعقل أن دولة بحجم السعودية ذات التأثير الكبير من حيث السياسة والاقتصاد والرياضة على مستوى العالم، وذات التاريخ والإرث الكبير في قارة آسيا أن تغيب عن المناصب الآسيوية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فعلاً هي مشكلة تحتاج إلى الوقوف على مسبباتها ومعالجتها لضمان عدم تكرارها مستقبلاً، من بعد رحيل الاستاذ عبدالله الدبل -رحمه الله - المؤثر في الاتحاد الآسيوي والدولي، منذ وفاته في عام 2007م، حيث مضى (12 عامًا) على ضعف التأثير السعودي في الاتحاد القاري. وفي قراءة للتجربة الآسيوية والفشل الآسيوي ندرك تمامًا وبكل صراحة وبتجرد أن السعوديين في الوسط الرياضي لا يجيدوا ثقافة الانتخابات والعملية الانتخابية والتكتلات الانتخابية والأحزاب وجمع الأصوات بالطرق المشروعة، وتكوين العلاقات العامة على المستوى الآسيوي، لذلك عليهم أن يعملوا على هذا الجانب. خسرنا جولة حاسمة ومهمة في المناصب القيادية الآسيوية، ولكن لم نخسر المعركة، تبقى بعض المناصب في المكتب التنفيذي الآسيوي بعد تعديل النظام الأساسي خلال اجتماع الكونجرس الآسيوي، وكذلك مناصب في اللجان الآسيوية المختلفة، علينا أن نصنع ونستثمر في الكفاءات السعودية الشابة لتمكينها في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وآمالنا معلقة على تدخل سمو رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، لإنقاذ الموقف ودعم السعوديين للوصول إلى قمة آسيا، ونشاهد سعوديين بقوة تأثير الراحل عبدالله الدبل -رحمه الله- بإذن الله.