هي كلمة مُهمة بحد ذاتها لأنها ذات معانٍ تدل على أن التدهور - شائن مشين - وسوف تدرك ذلك من خلال هذا (المعجم) بياناً وشرحاً حسب الجهد, وحسب علمي على مثل هذا, فأقول متدرجاً حول (التدهور) الآتي: 1/ تدهور: ضعف وتردى. 2/ تدهور: خماسية الحروف من التدهور وهو: الهم والضياع من وجه واحد. 3/ تدهور: ذهب أمره. 4/ تدهور: اختلطت حالته بعلةٍ من العلل. 5/ تدهور: قلت حيلته. 6/ تدهور: تدهورت صحته بمرضٍ ما. 7/ تدهور: ضاقت عليه المسالك. 8/ تدهور: اضطرب لأمرٍ ما. 9/ تدهور: سقط معنوياً بسبب من الأسباب. والتدهور يدخلها القياس اللغوي، فهي كلمة لها معانٍ متعددة لكنها في الغالب تعني تردي وضعف الإنسان، لكنها كلمة يُراد منها أن المرء في حال صعبة, وأشد من ذلك إذا تخطى الأمر إلى الحالة النفسية. وعلى هذا، فالتدهور أنواع تحتاج إلى مزيد بيان و(فقه الواقع) يضطرني إلى الاختصار لأن مثل هذا العبارة معلومة من واقع الحال بالضرورة، وعلى هذا أُبين ما يلي: 1/ التدهور - المالي -: وهي الخسارة المتتالية إما لسوء التصرف أو البذل غير المنظم دون الحساب للعوارض. 2/ التدهور - النفسي -: وهي حالة نفسية يصاب بها الإنسان لاسيما الاكتئاب الحاد أو المزمن وكذا الكآبة, وهذان المرضان بحسب تتبعي يُعدَّان من الأمراض المنتشرة بين قلة وكثرة، وإنما غالب من يصاب بهذين المرضين هم أولئك الذين يميلون إلى الحساسية المفرطة باتجاه الأحداث أو أنهم من ذوي الميول العاطفية أكثر من اللازم ولم يوظفوا الحساسية أو العاطفة توظيفاً عاقلاً متوازناً. 3/ التدهور - الأسري -: وهي حالة تُعاني منها بعض الأسر عند فقدان المثل الأعلى في الأسرة أو ما يشكله العناد بين الزوجين فتتدهور الأسرة ويجني غالباً الأولاد ثمرة ذلك إبّان الطفولة الأولى ما بين (3 سنوات حتى سن 18 عاماً)، حيثُ تتراكم في (اللاشعور) أحداث تؤثر سلباً على الإنسان طيلة حياته ما لم تتداركه رحمة الله تعالى. 4/ التدهور - المرضي -: وهذا يتعلق بالمرض العضوي كالقلب والكبد والسكر والجلطة وقسّ على هذا. وقد وجدت في دول الشرق الأوسط وكثير من دول إفريقيا أن غالب الناس لا يذهبون إلى المستشفى إلا بعد حصول المرض, وهذا خطأ كبير جداً لأن الأولى طبياً الكشف الدوري كل ستة أشهر على كثير مما لابد منه، ويُعرف هذا غالباً عن طريق تحليل الدم أو زراعته, وقد قال سبحانه {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}. فمن لم يكشف دورياً ومن لم يحتط لنفسه فأرى أنه قد أهمل. 5/ التدهور - العلمي - ومثله - الثقافي -: وهذا في جملته يعود إلى فقدان الموهبة أو صرفها إلى شيء آخر عن طريق التعديل الإيحائي. كما أنه يعود إلى أسباب منها: 1/ ضعف القراءة. 2/ سوء الفهم. 3/ السطو بطريقة ذكية. 4/ العجلة في الكتابة أو التأليف. 5/ النقل المجرد دون تقعيد. 6/ حب ذيوع الصيت وانتشاره. 7/ التنافس والخلط بين النقد ومجرد الآراء. 8/ الإدعاء, إدعاء الرواية أو الشعر أو إدعاء علم الحديث أو النقد أو الفقه أو الاستشارات الأسرية مثلاً. 9/ تكليف الغير بالبحث وإنما للعالم أو المثقف أو الناقد مجرد الاسم فقط. 10/ قصور علو الهمة، وقصور علو الهمة مشكلة لأنها تدعو إلى التطاول والتزلف. 11/ تبادل المصالح (أكتب عني وأكتب عنك أو أكتب عني وقدّرني وأشدّ بي كصديق أو صاحب) وقسّ عليه. 6/ التدهور - العقلي -: لستُ أقصد (الانفصام) بل إقصاء العقل ليحل محله القلب وتحوطه النفس بحيلها وخداعها. وهذه حالة مرضية ظاهرة لأن إلغاء العقل معناه سيطرة الهوى ورؤية الحياة من خلال رؤية عوراء أو سقيمة غاية السقم, وهذا النوع من (التدهور) يوجد بكثرة في حالات كثيرة عند: الجدل, النقاش, النقد, بذل الرأي, الخصومة, التنافر, الكره, القطيعة, حب الحياة دون فقه لها وحق الآخر. والتدهور العقلي لما وجد بين بعض الناس وبعض القبائل أوار العصبية من دهور خلت حتى لقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (دعوها فإنها مُنتنة) فلما ساد القلب ولعبت النفس لعبتها غاب العقل فحصلت العصبية وما يتبعها وقسّ على هذا, والتدهور العقلي بتغييب (العقل) يورث الندم فكم ندم إنسان بسبب ذلك وجرّ عليه ندمه الحسرة وكم جرّ الندم حين (تدهور العقل) من خلاف واختلاف.