بدأت ب500 لاعب في موسمها الأول.. وانتهت بأكثر من 100 مليون لاعب.. والعدد في ازدياد.. إنها واحدة من أكثر أدوات التسويق للدوري الإنجليزي شعبية، بريمرليج فانتازي.. انتهجها أحد رعاة الدوري eaSports, وصلت شعبيتها إلى أن وجدت إنجلترا أن رئيس وزرائها توني بلير أحد لاعبيها المتميزين! إنها رياضة أخرى باقتصاد آخر.. الرياضة الإلكترونية التي شهدت طفرة في السنوات الأخيرة، وأصبحت اقتصادًا منفردًا، يسير بالتوازي مع بطولات كرة القدم، بدأت بأهم بطولة ودوري، وهو الإنجليزي، والتطوير في ازدياد، وسيصل للدوريات ال10 الكبرى. وحسنًا فعلت بعض الأندية السعودية هنا بإقامة فريقها الإلكتروني بالتوازي مع فريقها الأول داخل الملعب! مثال آخر: قبل أشهر، وبعد انتهاء المونديال الروسي مباشرة، حدثت الأزمة الشهيرة بين مسعود أوزيل والجماهير الألمانية والصحافة هناك وبعض قيادات الرياضة، خاصة المنتخب الألماني الأول الذي خرج من الدور الأول للمونديال رغم أنه حامل اللقب! على أثر هذه الأزمة أعلن أوزيل مهندس خط وسط المانشافت أنه اعتزل اللعب دوليًّا، وبعدها بأيام قام بحركة ذكية، هي استغلال الزخم الإعلامي حوله، وتداوُل اسمه بكثرة، وأعلن فريقه تيم أوزيل أو #teamozil لكرة القدم الإلكترونية، ويتعاقد مع أمهر اللاعبين في مجال ألعاب الفيديو الرياضية، وتحديدًا كرة القدم، ويمثلون الفريق ومَن وراءه في أحداث وبطولات وفعاليات الرياضة الإلكترونية eSports. أوزيل أحد النجوم القليلة التي تفكر بذكاء شديد داخل وخارج الملعب أيضًا؛ فهو شعر بأنه في النصف الآخِر من مشواره الكروي، ولم لا يقتحم آفاقًا جديدة في عالم التسويق والاستثمار الرياضي. ولا نعرف من أشار عليه بهذا القطاع تحديدًا. قطاع الألعاب الإلكترونية eSports أحد فروع الاقتصاد الرياضي الواعدة. نتكلم عن أرباح في سنة 2018 بقيمة 906 ملايين دولار أمريكي حول العالم. إذن، هو قطاع ضخم للغاية، مليء بالفرص، جديد، لم يُطرق بالكامل بعد، أرباحه هائلة، وفي الوقت نفسه متسارعة الوتيرة، أي تتضاعف الأرباح سنة عن أخرى، رغم حداثة هذا القطاع نسبيًّا في العالم. ماذا عن جمهور هذه الرياضة، أي السوق المتوقع منه جلب أرباح؟ إنهم - حسب آخر الإحصائيات في عام 2018 - بلغوا 380 مليون شخص حول العالم، والفعاليات المقامة تتضخم عامًا بعد آخر، وهذا خلق جيلاً جديدًا من اللاعبين، لاعبي Fifa وغيرها من الرياضات الإلكترونية التي يسميها البعض ألعاب الكبار! هذه اللعبة البسيطة شكلاً جعلت مالكتها شركة Sports EA راعيًا للبريمرليج أو الدوري الإنجليزي الممتاز! والفعاليات التي فيها هذه اللعبة وغيرها جعلت هناك إحصائيات خاصة بهم، آخرها تسيُّد 10 لاعبين عالميين هذا المجال، وحقق عاشرهم أرباحًا بقيمة 1.9 مليون دولار، وحقق أول الترتيب 3 ملايين و700 ألف دولار. أكثر من نصف مليار مشاهد لهذه البطولات منذ بدايتها عام 2013، وهي بطولة Evo التي شاهدها 1.7 مليون شخص، وحتى بطولة شركة Intel العالمية في 2017 التي قفزت بمعدلات المشاهدة إلى الرقم 46 مليون شخص. مساعد الدوسري أول نجم من المملكة في هذا المجال، صعد من بين 20 مليون لاعب متقدم لبطولة العالم eWorld Cup أو كأس العالم في كرة القدم الإلكترونية. مساعد كان في ال 32 لاعبًا الذين بدأت بهم البطولة، ثم وصل للنهائي فيها، وفاز به؛ ليصبح بطل العالم! كانت جائزته المالية 200 ألف يورو تقريبًا، لكن أيضًا الفائدة أن يكون ضمن فريق مسعود أوزيل في الفعاليات والبطولات القادمة كلاعب محترف خارج المملكة، في نادٍ خلف الشاشات، رئيسه ومالكه أحد نجوم كرة القدم! الهلال.. أولاً على المستوى العربي فإن نادي الهلال السعودي قد أخذ الخطوة في وقتها بتدشين فريق الهلال للرياضات الإلكترونية بوصفه أول أندية الشرق الأوسط التي تدخل باقتصاد المليار دولار جنبًا إلى جنب مع أنشطة التسويق والاستثمار الرياضي في كرة القدم بالنادي. على الكوادر الإدارية في الأندية والاتحادات، بل المواهب اللافتة لهذا بين الشباب السعودي والعربي، التفكير جيدًا في أهمية وفوائد هذا القطاع بعد أن شاهدنا البدايات الخجولة في السبعينيات وقت أول مسابقة أجرتها جامعة ستانفورد الأمريكية، إلى هذه الأيام التي شاهدنا فيها الفيفا بنفسه ينظِّم بطولات رسمية، تشارك فيها دول بعينها وممثلوها من الفرق، ولها مكافآت وأرباح، ورعاة.. وأنشطة تسويق.