جاء قرار إدارة الأهلي بالتعاقد مع اللاعب حسين عبدالغني مُستغرباً.. وغير مفهوم أيضاً.. ومصدر الاستغراب ليس بسبب سن حسين أو تدني مُستواه فقط.. ولكن الغرابة تكمن حول إدارة كانت تسعى لإعادة هيبة الأهلي.. وحفظ تاريخه.. بالانتقال من جيل لآخر.. بالتجديد.. وضخ أسماء شابة.. في وجوهها.. في طموحاتها.. في عطائها.. وتملك الحماس والرغبة.. لصناعة فريق جديد وصحيح.. ولهذا استغنت مع بداية الموسم عن عدد من اللاعبين المُهمين.. أمثال تيسير الجاسم ومنصور الحربي وباخشوين.. بحثاً عن تقديم عناصر جديدة مؤهلة..! حسين ليس في سن تسمح له بالعطاء..كما أن مُستواه لا يؤهله للعب مع فريق يبحث عن بطولات.. فهو وصل الآن للمستوى الانحداري الأخير في أدائه.. ولم أكن أتخيل أن يُقدم ناد بمكانة الأهلي.. واسمه.. وإمكاناته.. بالعودة للتوقيع مع لاعب استغنى عنه قبل عشر سنوات.. حتى ولو افترضنا بأن ذلك الاستغناء لم يكن مُوفقاً..! شخصياً ليس لدى إجابة شافية على قرار إدارة الأهلي.. فأنا لست مُقتنعاً بالمُبررات التي قيلت تصريحاً وتلميحاً أن وجود عبدالغني سيجعل الفريق يستفيد من خانة لاعب أجنبي وبالذات في البطولة الآسيوية.. فلو كان الأمر كذلك لماذا تم الاستغناء عن منصور الحربي وهو لاعب شبه أساسي بالمنتخب في تلك الفترة (؟) وكيف تم إبعاد اللاعب الشاب حمدان الشمراني (؟) الذي لعب أساسياً بالمنتخب بكأس آسيا الحالية بعد الاستغناء عنه..! على أي حال.. المُستفيد من العودة اللاعب وليس العكس.. أقصد أن الأهلي غير مُستفيد نهائياً.. ولربما أن العودة جاءت مُجاملة ومن باب التكريم للاعب.. وقد يدفع الأهلي ثمن المُجاملة باهظاً..! تفريط التعاون..! كان من المُمكن أن يظهر التعاون بمستوى يتوافق مع ما يمتلكه الفريق من إمكانيات.. وأن يُقدّم مُستوى ونتائج أفضل مما قدّم.. في الجولات الأخيرة تحديداً.. فالفريق كان قادراً على مُواصلة بداياته القوية.. ولكنه فرّط في الكثير من النقاط التي كان أقرب لنيلها من مُنافسيه..! التعاون من أكثر الفرق التي تضرَّرت من التحكيم في اللقاءات الثلاث التي سبقت مُباراة الحزم.. ولكن هذا لا يعني التسليم بأن الأخطاء غير الطبيعية هي وحدها التي جعلت التعاون يفقد نقاطاً كان أحق بها من غيره.. وذلك يعني أن العلة ليست في المشاكل التحكيمية وإنما هُناك أشياء في الفريق يجب على القريبين منه حلُّها.. أو بالأحرى البحث عنها.. مع إيماننا التام أن الأخطاء التحكيمية التي حدثت له كانت مؤثِّرة.. ولا يتحمّلها أي فريق مهما كانت قُدراته.. فهي غيَّرت من نتائج مُبارياته..! من مصلحة التعاون البحث بشكل جدي عن أسباب تراجع مُستويات بعض نجومه.. وتسابق لاعبيه لنيل البطاقات دون مُبرر.. كانت نتائجه غياب لاعبين مؤثّرين ماتشادو ساندرو تاوامبا أميسي الزبيدي تباعاً في عدد من المُباريات.. والأخير عاد من الإيقاف وفي مُباراتين فقط بعد العودة أصبح مُهدداً بالإيقاف مرة أخرى لنيله بطاقتين صفراوين.. إلى جانب عدم مقدرة مُدربه على تصحيح وتعديل أخطاء كانت واضحة ولا تحتاج لعناء كبير لكشفها والتعرّف عليها..! لا تزال الفرص سانحة أمام التعاون في الجولات القادمة.. فالدوري مضى نصفه فقط.. والتعويض مُمكن وبشكل كبير في الجُزء المُتبقي.. خاصة أن الفريق يمتلك كُل مُقومات العودة.. شريطة تجاوز المُدرب التعاوني لبعض أخطائه التي يُصر على ارتكابها.. والتي يأتي في مقدمتها عدم القُدرة على قراءة المُنافسين.. وتبديلاته الغريبة التي تُحدث ربكة للفريق عند إجرائها.. وإصراره على منح الفرص للاعبين رغم تواضع مُستوياتهم.. وأثبتوا غير مرة فشلهم في إثبات كفاءاتهم وجدارتهم بتمثيل الفريق.. وبث الروح للاعبين التي تمنحهم الإصرار على الكسب.. واللعب بروح جماعية.. وهدف واحد.. وتلك مسؤولية إدارية بالدرجة الأولى.. مع عدم إغفال إحساس اللاعب نفسه بالمسؤولية!