ترعبني فكرة النوم وحيداً! يرعبني المكان لا صوت إلا صوت أقراني صغاراً يتلبسنا الخوف صوت البرد يفترس أجسادنا! أنا لا أبكي! فلا أحد يسمعني ولا أحد يحتضن جسدي الصغير أو يسأل ماذا بي! أنظر إلى أصدقائي ونغيب بتساؤلات وأسئلة تُزاحم رؤوسنا الصغيرة! يقرصنا الجوع قبل أن نأوي لفراشنا ويسرقنا من أحلامنا! وجه الحرب قبيح! فقر، جهل، فقّد، بكاء، موت زارنا أُناسٌ كثيرون سألونا ماذا تُريدون وماذا تتمنون؟ وزعوا علينا كراسات وأقلام وطلبوا منا أن نرسم أمنياتنا نظرنا لبعضنا وابتسمنا! سخرنا من طلبهم، وسألناهم هل تعود الحياة؟ هل تعود؟ ومضينا بطفولتنا نرسم رسمت مدينتي الصغيرة المرتفعات والسهول وسنابل القمح والصباحات الممطرة رسمت وجه أبي وهو يمضي لصلاة الفجر، رسمت وجه أمي، وهي تطبع على جبيني قُبلة المساء قبل أن أخلد للنوم. رسمت ساحة مدرستي ومُعّلمي وأصدقائي وكُتبي رسمت خزانتي، معطفي وثيابي ومظلتي. رسمت طاولة طعامنا، وكراسي إخوتي فارغة! رسمت مكان جدي وجدتي، رسمت لوحةً كتبتها أختي الكبيرة أُحبكم عائلتي الصغيرة! كثيرةً هي الأشياء التي افتقدتها، رحمتك يا الله، فأنا صغيراً ومفقوداتي باهظة الثمن! ** ** - منيرة الخميري M_Alkhumiri@