الخبر كان صبحاً ديسمبرياً ندياً حمل لي بهجة عبر تغريدة لازوردية، وهي فوز الروائية أميمة الخميس بميدالية الأديب نجيب محفوظ للآدب 2018 . تذكرت ذلك اليوم عندما رُشحت روايتها الوارفة لجائزة البوكر قبل أعوام، ولعل ما زاد بهجتي أن فوز أميمة يأتي في وقت عدنا فيه إلى الحياة عبر قرارات سياسية حضارية، وأهمها اتساع وجود المرأة . لتشرق أميمة المثقفة السعودية هناك في قاهرة المعز لتقول المثقفة السعودية هنا، وفي كل مكان، ولتخبر العالم في كلمتها أن الكاتبة السعودية أصبحت (منتجة للثقافة). لم تكن أميمة الخميس روائية فقط، ولكنها قاصة، ومقالية، وكاتبة قصص أطفال، كما أنها شاركت في إعداد ملفات ثقافية وفي العديد من البرامج الثقافية والتعليمية. ومن وجهة نظري أن تلك الأنهار العذبة شكّلت الروائية التنويرية لتكون الوارفات أميمة التي سأعبر بهن هنا. فما زلت أتذكّر ذاك النهار عندما هاتفتني أميمة قبل سنوات، وطلبت مني أن أرسل لها إحدى قصصي لتكون في إصدار عن القاصات السعوديات ضمن كتاب الرياض* . أما كاتبة المقال أميمة، فقد أظهرت مقالاتها هموم ومعاناة المرأة السعودية، علي جميع الأصعدة وأيضاً لمست هموم المجتمع ككل. وبين القصة القصيرة في أدبنا السعودي، تطل القاصة أميمة التي رفعت صوتها منذ البدء قائلة إن الضلع استوى. نعم، استوى الضلع، فكان أول ضوئها الروائي الساطع (البحريات)* التي تعالج فيه قضايا المرأة السعودية لتمر أيضاً بالعربيات القادمات إلينا عبر عوالم شاسعة قريبة وبعيدة. وتمثِّل رواية البحريات علامة فارقة في تاريخ الرواية السعودية. فشكراً لأميمة لأنها علقت لنا بفوزها نجمة في سماء الرواية. وشكراً لها لأنها نثرت عيداً ثقافياً بين أعياد ديسمبر. ويبقى سؤال صغير: هل سيكرم نادي الرياض الأدبي الروائية أميمة الخميس؟ كتاب الرياض أبرز إصدارات صحيفة الرياض والذي كان يعده نخبة من المفكرين والكتّاب العرب والسعوديين. أول رواية لأميمة الخميس، صدرت 2006 ، دار المدى، وحققت انتشاراً واسعاً ووصلت للطبعة الرابعة