- بلون التعصب ورائحة الكراهية وطعم (المر) خرج ذلك التصريح (التويتري) الاستفزازي (صغير الرياض) الذي شوّه جمالية وروعة لقاء الهلال بالنصر وأكّد بما لا يدع مجالاً للشك أن الإعلام الرياضي في مجمله ليس المتهم الوحيد في نشر التعصب، فهناك من مسؤولي الأندية ممن يفترض فيهم أن يكونوا قدوة من لا يزال بفكر المشجع وثقافة المدرج يغذِّي التعصب ويشعل فتيله بما يفوق الإعلام! - أعرف وأدرك أن التعصب موجود وسيظل ما وجدت الرياضة لكنه يظل مقبولاً إلى حد ما ما لم يصل لمرحلة العداء والإساءة للآخر. - ولست مخولاً بالدفاع عن الهلال. - ولم أكن يوماً ضد النصر لكني مع المنطق وضد التعصب الأعمى. - ولأن المعيار المنطقي والموضوعي في مثل هذا التصنيفات كما أعرف هي لغة الأرقام التي لا تكذب ولا تجامل. من هنا فالهلال يعتبر الشريك الرئيسي في عولمة كرتنا الخضراء والمساهم الأبرز في اتساع جغرافيتها باعتباره الداعم الأميز لمنتخبات الوطن والعلامة الفارقة في تاريخ وجبين رياضتنا السعودية وصاحب أكبر قاعدة جماهيرية لا يختلف في هذا (أي واحد) وضميره وما عدا ذلك يعتبر استغفالاً وتهميشاً للغة العقل والمنطق! - ويبقى من المحير حد الاستغراب ذلك الصمت المطبق والتطنيش الغريب من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم تجاه ذلك التجاوز (التويتري) الذي لم يكن الأول وأجزم أنه لن يكون الأخير لرئيس النصر وهو الذي أصدر -أي الاتحاد- بياناً في أول الموسم حذَّر من خلاله رؤساء الأندية من الإساءة في مواقع التواصل الاجتماعي وبأنه سيطبّق في حق المتجاوزين العقوبات وسيتخذ الإجراءات القانونية بحقهم وفق لائحة الانضباط والأخلاق! - أحبتي لا معنى للرياضة إذا ما فقدت فروسيتها ولا طعم للمنافسة إذا ما تخلت عن أخلاقياتها ولا قيمة للطرح إذا ما تجمّل بحسن الخطاب وأدب الحوار، فالإنجازات لا تتحقق (بطولة اللسان) وتقزيم الآخر ولا بالمغالطات واللعب على المتناقضات! - يا كل إعلامنا الرياضي ويا كل رؤساء أنديتنا لنرتقي بذائقة المتلقي ونعلو بمفردتنا ونسمو بخطابنا بما يوازي ويتناسب مع طموحات قيادتنا التي تتطلع لأن نعانق السحاب. - ويا اتحادنا الموقر عليك مهمة (ضبط) هذا الإيقاع التويتري المنفلت الذي من شأنه إثارة المجتمع الرياضي وخلق المزيد من الاحتقان وتعزيز ثقافة الكراهية والإقصاء! بالتصدي بحزم لكافة التجاوزات دونما انتقائية في تطبيق القوانين واللوائح (فالموس على كل الرؤوس)! وفي النهاية: يا وطن نعيش على أرضه ونستظل سماءه وننعم بخيراته لك دعوات المخلصين وكل مشاعر الصادقين بأن يحميك من كيد الأشرار ودنس الفجار، سنظل نفخر ونفاخر بقادة أوفياء نذروا أنفسهم لخدمة الدين والوطن وبشعب استثناء في الولاء وتفرّد في الانتماء وإخلاص في العلن والخفاء وبوطن ولا كل الأوطان.. وسلامتكم.