رأينا إطلاق القمرين السعوديين «سعودي سات (5) أ وسعودي سات (5) ب إلى الفضاء الجمعة الماضية التي صنعت بأياد وطنية سعودية تحت إشراف مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وقد سعدنا كثيرا بهذا الإنجاز العالمي الذي يحقق الأهداف من الرؤية السعودية 2030. في مقال كتبته قبل أكثر من عام اقترحت توفير منصة تضم العلماء والعالمات السعوديات الذين يقومون بجهود مميزة وابتكارات تلامس العالمية وقد تابعت الإنجازات الكبرى التي قامت بها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في تعاونها المثمر مع وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» ومع وكالة الفضاء الصينية التي ساهمت في سنوات ماضية بإطلاق أكثر من قمر صناعي سعودي الأمر الذي ينبئ بامتيازات متجددة للقطاع التقني والمعلوماتي في علوم الفضاء والطيران والتقنيات المبتكرة. لدينا علماء وعالمات وصلوا إلى أكبر مواقع التكريم عالميا ولهم أبحاثهم وابتكاراتهم التي اعترفت بها أعرق جامعات العالم وها هي الإنتاجات تعود على الوطن بالخير الكبير من خلال أياد وطنية صممت وصنعت القمرين السعوديين المطلقين قبل أيام. لذا فإننا نتطلع إلى أخبار متتالية في شأن الانطلاق نحو الفضاء بما يتناسب مع طموح الكفاءات الوطنية الواعدة وعلى الجامعات السعودية ومواقع البحوث ومراكز التدريب الكبرى والمدن التقنية والصناعية والشركات السعودية الكبرى أن تستقطب الشباب والفتيات من أبناء الوطن العائدين بشهادات عليا وأيضا البحث عن الأسماء المميزة التي سجلت بصمتها خارجيا وذلك من أجل الاستفادة من إمكانياتهم ومهاراتهم وشهاداتهم العليا التي تحصلوا عليها بامتياز مع مراتب الشرف وأن تنقل الإنجازات إلى أرض الوطن فهو الأولى بالعطاءات العلمية كلا في اختصاصه حتى تتظافر الجهود وحتى نستغني عن اسطوانة «الخبراء الأجانب» فلدينا في الوطن خبراء وطنيون في مقتبل الشباب وفي أعمار الرشد بإمكانهم أن يصنعوا الفارق وأن يحققوا الكثير من أجندات رؤيتنا الواعدة فهم أبناء الوطن والحريصين عليه وعلى مستقبله إضافة إلى أنهم سيكونون منابع لتعليم أجيال قادمة تتعاقب لخدمة الوطن والمضي قدما بمقدراته إلى أعلى المراتب. أثبت الشباب السعودي المتعلم كفاءته في شتى العلوم ولدينا اليوم آلاف الأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات وأيضًا الحرفيين في المجالات المتخصصة والمهنية ومعهم ايضا موهوبون كرموا عالميا ولدينا المئات ممن حصدوا براءات الاختراع كلهم يعدون قوة العلم التي سننطلق بها نحو فضاءات المعرفة وسماء التميز العلمي. الإنجازات تتوالى ويعود لأرض الوطن سنويا مئات العباقرة ممن أمضوا سنينا في الغربة ليعودوا إلى الوطن لرد الجميل له من خلال خدمة دينهم وقيادتهم ووطنهم في مجالات أعمالهم وفي مجالات إنجازاتهم. لذا يجب أن تكون هنالك خطة استراتيجية مجدولة للاستفادة من العقول السعودية ومن الكفاءات الوطنية الواعدة ليساهموا في صناعة مستقبل الوطن وتحقيق أهداف قيادتنا الرشيدة التي تولي العلم والمعرفة اهتماما كبيرا. وعلى الجهات المتخصصة متابعة تميز السعوديين في الخارج والاستفادة من البحوث والدراسات التي يقدمونها في نهضة البلد وتنميته وأن نرى لدينا أجيالا وأجيالا من العلماء والعالمات ممن نباهي بهم بين الدول ونضعهم على رأس التنافس إقليميا وعالميا.