قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. وفي الحديث «جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي (أي صحبتي) قال: (أمك) قال: ثم من؟ قال: (أمك) قال: ثم من قال: (أمك) قال: ثم من؟ قال: (أبوك). ارتجت أضلعي لوفاتك يا أمي، وكاد لساني من الحزن أن يفقد نطقه، ولا أجد ما أخطه لك، فالقلب والعقل شاردان بعد رحيلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. - أبدمع عيني أم بنبض قلبي أم بالدم الذي يجري في شراييني، أم بالروح التي تجري في جسدي أخط كلمات رثائي هذه، وقد كنت الضياء والحنان والحياة وبلسم الجراح. - لكنني أقول كما علّمنا رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم-: (إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا جنة الدنيا لمحزونون، كما أقول ما يُرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. - إلى والدتي وسيدتي وتاج راسي (فاطمة) إلى النور الذي أضاء طريق حياتي من الصغر.. إلى من علمتني أن أكون شامخاً بطيبتها وتواضعها وحنانها وحزمها وبوصاياها.. إلى من تركت هذه الحياة واقتطعت من قلبي جلّه.. لا أكتب اليوم رثاءً بقدر ما هو حنين يتبعه أنين لفراقك، لكنك ستظلين حاضرة في روحي وقلبي وخطواتي ودعواتي. - أسأل الله العلي القدير أن يتغمدك بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنك فسيح جناته (جنة الفردوس). - اللهم آنس وحشتها وارحم غربتها وتجاوز عن سيئاتها واقبل منها حسناتها، واغفر لها وارحمها، واعفُ عنها وأكرم نزلها ووسع مدخلها واغسلها بالماء والثلج والبرد، ونقّها من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، واجعل قبرها روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار برحمتك يا أرحم الراحمين. - اللهم اجبر كسر قلوبنا في رحيلها وألهمنا الصبر والسلوان في فقدها (إنك سميع مجيب). #وقفة شكر وتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة المدينةالمنورة، حيث شرّفنا سموه الكريم بتقديم واجب العزاء حضورياً، مما كان لتلك اللفتة الكريمة أثرها الكبير في نفوسنا وتخفيف آلامنا، والشكر موصول لكل من واسانا حضورياً وهاتفياً أو شاطرنا غيابياً بالدعاء والرحمة للفقيدة الغالية، ونسأل الله أن يكتب سعيّهم في موازين حسناتهم وأن يمتعهم بالصحة والسعادة (إنه على كل شيء قدير)، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيبنا (محمد) وعلى آله وصحبه وسلم. ** **