تصدرت «المعلومات الخاطئة» اختيار موقع القاموس Dictionary.com لعام 2018, بديلا عن كلمة التضليل الإعلامي، وهي كلمة تعبر عن المرحلة العصيبة التي يعيشها العالم الْيَوْمَ مع اعتمادنا الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي في البحث، والتواصل وكذلك التفاعل مع العالم الخارجي. المعلومات الخاطئة تصل إلينا عبر القنوات الإعلامية، أو قنوات الاتصال الشخصية بطريقة غير مقصودة، وأحيانا بطريقة مقصودة لتحقيق هدف نجهله، أو قد لا يسترعي انتباهنا، وقد يؤدي في نهاية المطاف لاتخاذ قرارات غير صحيحة، وأحيانا كارثية بسبب ما وصلنا من معلومات خاطئة، أفضت لتضليلنا عن القياس الصحيح، واتخاذ القرار المناسب. لعل أكثر المصطلحات الإعلامية التي لاقت انتشارًا كبيرًا عالميًّا لعام 2018 مصطلح الأخبار المزيفة «Fake News». قد يعود الفضل لإعادة إحياء مصطلح «أخبار زائفة» إلى الاستخدام المكثف من قبل الرئيس الأمريكي ترامب، الذي يردده في غالبية مؤتمراته الصحفية، وكذلك في تغريداته، التي يفضّل أن يكتبها بنفسه، للتواصل بشكل مباشر مع الجمهور، بعيدا عن الصحافة التي لا يثق بها، وتقف ضد سياساته، عبر نشر معلومات خاطئة لتضليل الجمهور. وفي قاموسنا الإعلامي العربي سيكون لمصطلحي «الصمت الاختياري» و»الاختيار الانتقائي» نصيب الأسد، بعد ما شهدنا العديد من الحملات الإعلامية المغرضة، التي استهدفت المملكة العربية السعودية في عدد من القضايا والأحداث، ولعل أبرزها قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، والقضية الفلسطينية ودعم السعودية لصفقة القرن المزعومة، وغيرها من القضايا التي يتضح فيها الاختيار الانتقائي في تغطية القنوات المعادية، أو الحزبية، وكذلك حسابات الأفراد على الشبكات الاجتماعية، الذين يخفون أحيانا أجنداتهم، التي سرعان ما تكشف عن طريق ما يتناولوه ويغطونه من أحداث لشيطنة السعودية. والأدهى والأمر أن تأتي تلك الشيطنة من أحد أبناء الوطن، أو من أقلام دعمت من قبل الإعلام السعودي وأعطيت مساحة لا يستهان بها في الكتابة والظهور الإعلامي، الصمت الاختياري كممارسة تمثله الإعلامية إيمان الحمود في تعاطيها مع مظاهرات باريس، والتعامل العنيف والوحشي من قبل الحكومة لقمع المحتجين، فمن كان يتابع النشاط والاجتهاد في استثمار قضية خاشقجي للنيل من الوطن وقيادته، يتعجب من صمت القبور الذي يلف حساب المذيعة، التي فضلت الصمت ونشر تقرير صحفي عن الأحداث كمتابع من بعيد للحدث دون المشاركة بالرأي والتحليل، ومهاجمة من يخنق حرية التعبير التي تتغنى بها ليل نهار. في الواقع الإعلامي سنجد نماذج كثيرة تمارس صمت القبور والاختيار الانتقائي للتغطية، فكل «يغني على ليلاه»، ويحقق أهدافه دون اعتبار للمصداقية أو القيم الخبرية. وأخيرًا يمثل «الاختيار الانقلابي» مصطلحًا مثيرًا وجديدًا على الساحة الإعلامية الدولية بعد مبادرة صحيفة عريقة ولها ثقلها في الإعلام، بإفراد مساحة خاصة لمجرم حرب وشخصية إرهابية، للكتابة على صفحاتها، فالنكسة التي أصابت الواشنطن بوست، قلبت مفاهيم وقيم إعلامية كبرى. «الاختيار الانقلابي» يخبرنا عن وسط إعلامي غير صحي يلف العالم، ويقلب موازين وقيم صحفية، لم نعد نراها إلا في مقررات الصحافة، أو نسمع بها إلا في حديث بعض الأكاديميين والمختصين.