هل أنت سعيد أو بائس في عملك؟ سؤال يسلط عليه الضوء فريدريك هيرزبيرغ الذي نشر مقالاً بالغ التأثير في مجلة جامعة هارفارد للأعمال، يقول إن هناك خطأ في الفكرة الشائعة عن الوظيفة التي ترى وجود مقياس لمدى السعادة في العمل وأن طرفي هذا المقياس هما السعادة القصوى والبؤس الكامل. خطأ! يقول فريدريك أن العقل لا يعمل بهذه الطريقة ولا يرى الأمور هكذا، ويفصل بين الرضا والاستياء، وأنه يمكن أن يحب الشخص عمله ويكرهه في نفس الوقت. كيف ذلك؟ هناك نوعان من العوامل: عوامل الصحة المهنية وعوامل الدَفع المهنية. عوامل الصحة (ليست صحة الجسد بل صحة الوظيفة) هي أشياء مثل المرتبة الوظيفية والراتب والأمان الوظيفي وظروف العمل وسياسات الشركة والإشراف. مثلاً من الصحة الجيدة أن لا يكلفك مديرك ما لا تطيق، وأن لا يحملك المسؤولية عن أشياء لا تتحكم بها. الصحة السيئة تسبب الاستياء ويجب تصحيحها لكي لا تكون بائساً في العمل. يقول فردريك إن الراتب من عوامل الصحة عكس ما يظن الناس وليس من عوامل الدفع. أقصى ما يمكن أن تفعله (لو كنت مديراً) هو أن لا تجعل الموظفين مستائين من عدم تعويضهم مالياً بشكلٍ كاف لقاء عملهم وأن لا يغضبوا عند مقارنة رواتبهم بغيرهم. وما يعنيه هذا هو أن تحسين أوضاع الصحة الوظيفية -كأن يزيدوا راتبك- لن يجعلك تحب عملك، بل أفضل شيء يأتي منه هو فقط أن لا تبغضه. إن الكلمة المضادة للاستياء من العمل ليست محبة العمل بل هي: غياب الاستياء. علاقتك بزملائك ومديرك، وضعك المالي، جو العمل: إلخ، تحسين هذا العامل ليس كافياً أن يجعلك تحب وظيفتك. وهذا ما يقودنا للعامل الثاني، أي عوامل الدفع التي تحفز الموظف، هي التي فعلاً تجعله راضياً عن عمله. مثل:- التحدي: هل هناك صعوبة معقولة في عملك تزيل الملل وتُشعرك أنك تنجز باحتراف؟ - التقدير: هل يأتيك تقدير مستمر من إدارتك؟ - المسؤولية: هل تضطلع ببعض المسؤوليات عكس من يعمل مُسيّراً آلياً كل يوم؟ - النمو: هل عملك بعيد عن الجمود ويتيح لك أن تنمو في خبرتك وعلمك ومرتبتك؟ هذه هي العوامل التي تجعل الموظف يحب عمله حتى بدون عائد مادي كبير. إذا استطعتَ أن تجمع لموظفيك بين العاملين (الصحة والدفع) فقد صنعتَ بيئة عمل ممتازة.