يرأس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وفد المملكة المشارك في الاجتماع الثاني عشر لقمة مجموعة العشرين التي تستضيفها العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس من 30 نوفمبر الجاري وحتى الأول من ديسمبر القادم، وذلك ضمن جولة خارجية سيقوم بها سمو ولي العهد. كشف ذلك المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، الذي أعلن أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، سيدشن غداً الخميس، مشروع وعد الشمال الاقتصادي بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 85 مليار ريال التي ستقوم بتوفير 30 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، كما سيدشن -حفظه الله- خلال جولته الحالية لمناطق شمال المملكة برنامج تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية ودورها في تحقيق التنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة المتوازنة، ويضع حجر الأساس لمشروع الطاقة الشمسية في سكاكا، ومشروع «دومة الجندل» لطاقة الرياح. وكشف الوزير الفالح في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس الأول، عن إطلاق المملكة برنامجًا استكشافيًّا نشطًا لليورانيوم، ملمحًا إلى أن المؤشرات الأولية إيجابية، مشدداً على ضرورة توطين السعودية التقنية الخاصة بالمحطات النووية المزمع إنشاؤها، خاصة أنها تمتلك من الثروات المتعلقة بتشغيل هذه المحطات من اليورانيوم، مشيرا إلى أن السعودية تمتلك ثروات عالية ستعمل على توفيرها لمشاريع الاستخدامات السلمية في توليد الطاقة وتحلية المياه المالحة. وأشار إلى أن مشروع المفاعلين النوويين يسير بوتيرة ممتازة وفقا للمخطط، وسيتم الإعلان عنها حال الانتهاء من بعض الإجراءات والخطوات، مبينا أن المملكة تعمل مع دول عدة لتوريد التقنية اللازمة لهذه المشاريع، مع وجود منافسة حادة من الموردين. وبين الفالح إلى أن نظام التعدين يراجع مراجعة أخيرة، وقد تم أخذ آراء المستثمرين، وهو الآن يدرس من قبل هيئة الخبراء بمجلس الوزراء، وسيدخل حيز التنفيذ في عام 2019، على حدّ تعبيره، وأن المجال سيكون مفتوحاً لجميع الشركات الوطنية فيما يتعلق بالاستثمار في التعدين، كما أن المجال سيكون مفتوحا للاستثمار الأجنبي لافتا إلى أن المستهدف من مساهمة قطاع التعدين يصل إلى نحو 97 مليار ريال، مبينا أن مشاريع التعدين في المملكة ستوفر 90 ألف فرصة عمل. وقال وزير الطاقة إن الزيارة الملكية لمنطقة الجوف سوف تشهد تدشين أول مشروع من نوعه بالعالم من ناحية الحجم والتوسع، مخصص للطاقة الشمسية، وسوف تتولى شركة «أكو بار» هذا المشروع، وكذلك مشروع طاقة الرياح في دومة الجندل. منوها إلى أن مشروع «فوسفات الشمال» يضاهي في تجربته تجربة البترول قبل 90 عاما، ولكن من خلال الإدارة السياسية لقيادة المملكة في عهد الملك عبدالله -رحمه الله-، ثم مواصلة المسيرة المباركة بعزيمة ورؤية خادم الحرمين، ثم بجهد السعوديين المتحدين لكل الصعاب، تم إنتاج الفوسفات بشكل كبير، والعمل بشكل تكاملي مع سكك الحديد حيث يصل المنتج الرفيع المستوى عبر سكة شحن طويلة، لرأس الخير في المنطقة الشرقية، وكذلك التعاون مع القطاع الخاص من خلال شركة «معادن» التي يملك النصيب الأكبر منها صندوق الاستثمارات العامة، والتي كان لها السبق في هذا المجال، وأيضا هناك جهود واستثمارات كبيرة لشركتي أرامكو وسابك، فضلا عن دعم وتعاون للموانئ وهيئة المدن الاقتصادية، وأيضًا مشاريع الطاقة الجبارة، عبر محطة كهرباء كبرى، والداعمة للمشروع، فضلا عن وجود حياة حول وعد الشمال للتعليم والتدريب متخصص للمعادن لأبناء الشمال بشكل خاص. من جهته، أوضح عابد السعدون، وكيل وزارة الطاقة والرئيس التنفيذي لبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، أن هناك أكثر من 12 سلسلة إمداد ومواد غير مستغلة في المملكة، مثل الذهب والنحاس والزنك واليورانيوم، قدرت ب5 تريليونات ريال (1.3 تريليون دولار). وشرح السعدون، أن برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية تعمل عليها 33 جهة. وصرح بأن البرنامج يستهدف لإتاحة مليون و700 ألف وظيفة في عام 2030، مؤكداً أن البرنامج يسعى لرفع القاعدة التصديرية لتصل إلى تريليون ريال في 2030. وأوضح أن هناك ما قيمته 5 تريليونات ريال من المواد لم تستغل في قطاع التعدين بالمملكة، وكشف السعدون عن إطلاق بنك تأسيس الصادرات الذي يبلغ رأسماله 30 مليار ريال نهاية 2019 المقبل، إلا أنه سيعمل قبل الانطلاق خلال الأشهر المقبلة. ويُعد مشروع «وعد الشمال» (مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية) من أكبر المدن الصناعية في المملكة، ويقع في منطقة الحدود الشمالية، وتشمل المدينة التعدينية البنية التحتية اللازمة للصناعة والمرافق الاجتماعية لتكون جاذبة للاستثمارات الصناعية التحويلية الأخرى، وتم تخصيص أرض مساحتها 290 كيلومترا مربعا، لإقامة المدينة، وكذلك تخصيص أرض مجاورة لتلك المدينة مساحتها 150 كيلومترا مربعا لمشروع شركة معادن للصناعات الفوسفاتية ومشاريعها المستقبلية. الجدير بالذكر بأنه بدأ تطوير مدينة وعد الشمال بإحداث نقلة اجتماعية واقتصادية نوعية ومستدامة في مناطق الشمال والتوسع في ذلك مستقبلاً، ويبلغ حجم الاستثمارات في المدينة بعد تدشينه ووضع حجر الأساس له 85 مليار ريال، وسيقوم بتوفير 30 ألف فرصة عمل، فيما سيتم إضافة 24 مليار ريال للناتج المحلي وما يعادل 3 % للناتج المحلي الإجمالي غير النفطي.