تشير التسريبات الواردة من واشنطن إلى أن هيلاري كلينتون قد تترشح للرئاسة في عام 2020، وهذا خبر سيء للديمقراطيين قبل غيرهم، لأنهم يعلمون أنها شخصية غير قابلة للانتخاب، إذ على الرغم من أنها خدمت كزوجة لواحد من أنجح رؤساء أمريكا، أي بيل كلينتون، إلا أنها لا تتمتع بأي كاريزما، حتى لدى بنات جنسها، فهي تشبه - إلى حد كبير- الشخصيات الشمعية الخالية من المشاعر، كما أنها تفتقد لخاصية التواصل مع الجمهور، وهي خاصية في غاية الأهمية في الحراك الديمقراطي، وقد تميز بها زوجها، بيل كلينتون، وقبله الرئيس، رونالد ريجان، وبعده باراك أوباما، ودونالد ترمب، وهذا أمر فطري، لا تستطيع شركات الدعاية اصلاحه، وهذه العيوب، هي التي جعلتها تخسر ترشيح الحزب الديمقراطي لصالح أوباما في 2008، وتخسر الرئاسة لصالح ترمب في 2016 . الحزب الديمقراطي كان يعلم أن فوز هيلاري كلينتون بالرئاسة في 2016 صعبا، ولكنه كان قد وعدها، بعد خسارتها لترشيح الحزب الديمقراطي أمام أوباما في 2008، أن يدعم ترشحها بعد نهاية فترة أوباما، ولذا تورط بها، رغم أن المرشح الديمقراطي الآخر، الاشتراكي برني ساندرز، الذي هزمته هيلاري في انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية في 2016، كان أقدر منها، وأكثر شعبية، ويتفق معظم المعلقون على أن ساندرز كان سيهزم ترامب، لو كان هو مرشح الديمقراطيين بدلا من هيلاري، ما يعني أن الديمقراطيين ضحوا بمصلحة الحزب خدمة لهيلاري، ولا ننسى دور المؤسسة الرسمية، أو الدولة العميقة، التي كانت ترغب في أن تخلف هيلاري أوباما، لتواصل سياساته في دعم فوضى الشرق الأوسط، من خلال دعم تنظيمات الإسلام السياسي الشيعية ( إيران) والسنية (تنظيم الإخوان). أمران جعلاني أصدق التسريبات، بخصوص عزم هيلاري ترشيح نفسها في 2020، أولهما قناعتي بأنها لن تتنازل عن حلمها الأزلي بأن تصبح أول رئيسة في التاريخ الأمريكي، وثانيهما هو قناعتها هي، بأنها سياسية من طراز فريد، وأنها لا ترغب بالتالي في أن تخسرها أمريكا!، وهنا سيكون مهما متابعة تطور هذا الملف، إذ لو صحت أنباء ترشحها، فإن الحزب الديمقراطي سيكون في مأزق، لأن الحزب لا يريد أن يخسر الرئاسة مرة أخرى، وهو مصمم على انتزاعها من ترمب، وهيلاري ليست الشخصية المناسبة لفعل ذلك، فهي خسرت من ترمب، حينما كان شخصية مجهولة سياسيا، فما بالك اليوم، وقد حكم أمريكا، وحقق نجاحات كبيرة، وشعبية هائلة، والمؤكد هو أن الديمقراطيين في موقف سيء، فلا يوجد لديهم ساسة عيار ثقيل حاليا، فأفضل مرشحيهم هو نائب الرئيس أوباما، جو بايدن، وهو ليس ببعيد عن هيلاري، وسيكون مشوقا متابعة أمر عزم هيلاري على الترشح، والذي سيجعل ترمب أسعد الناس، فلنتابع تطورات ذلك!.