بعد غياب 26 عاماً وبعزيمة الرجال وروح وإصرار الأبطال حقق منتخبنا السعودي الشاب لقب بطولة آسيا تحت 19 سنة التي استضافتها إندونيسيا مؤخراً وهو اللقب القاري الثالث لنا، وقبل كأس البطولة حققنا الأهم وهو التأهل لكأس العالم للشباب 2019 ببولندا، وما جّمل هذا الإنجاز أنه تحقق تحت قيادة وطنية بدءاً من المشرف على الفئات السنية بالمنتخبات السعودية الخلوق حمزة إدريس، ومروراً بالأنيق عمر الغامدي مدير المنتخب، وكذلك الجهاز الفني الذي يقوده القدير خالد العطوي والذي كتب لنا شهادة ميلاد جديدة لمدرب وطني قادم بإذن الله، مع مساعده أحمد المالكي، وكذلك مدرب اللياقة عبدالله المهيدب وهو أحد صناع الإنجاز البعيدين عن الأضواء فشبابنا طوال مجريات البطولة كانوا على مستوى لياقي كبير وهو أمر يؤكد كفاءة المهيدب العالية، بالإضافة إلى مدرب الحراس ماجد الغانم الذي صقل موهبة حارسنا الشاب عبدالرحمن الشمري أحد نجوم البطولة، وهي كوادر وطنية بكل تأكيد وجدت دعماً كبيراً من رئيس الهيئة العامة للرياضة معالي المستشار تركي آل الشيخ الذي له اليد الطولى بهذا الإنجاز التاريخي. وما يأمله الشارع الرياضي السعودي هو ضرورة المحافظة على هذا المنتخب الشاب ونجومه الأبطال، وتجهيزهم من الآن للمشاركة بإذن الله في تصفيات كأس العالم 2022، وذلك من خلال دعمهم والاهتمام بهم، وهي خطوة مهمة في طريق عودة الأخضر السعودي الكبير للبطولات من جديد من خلال هؤلاء الصغار فهم نجوم المستقبل. لذا يجب وضع خطة طويلة لصقل هذا المنتخب والمحافظة عليه، ويتم تنفيذها بدقة على مراحل متعددة، ستصنع لنا بإذن الله منتخب قوي جداً يخدم الكرة السعودية لسنوات طويلة، ولا سيما أن جميعهم تحت سن 19 عاماً. وما حدث مع جيل 2011 يجب أن نستفيد منه، ونتلافى السلبيات التي وقعت لهم وساهمت بالقضاء على نجوميتهم ومواهبهم، فمنتخبنا للشباب الذي شارك في كاس العالم 2011 بكولومبيا، فمن أصل 27 لاعباً شاركوا مع المنتخب السعودي للشباب آنذاك، لم يتبق منهم اليوم بالملاعب سوى بعض منهم كفهد المولد وياسر الشهراني ومحمد آل فتيل، في حين اختفوا البقية مبكراً لأسباب كثيرة أبرزها أنهم لم يجدوا الاهتمام الكافي..! ولعل برنامج الابتعاث الذي أقره معالي المستشار للنجوم الصغار والذي يشرف عليه الخلوق والجنتلمان نواف التمياط، هو أولى الخطوات لصقل هذا الجيل الذي يستحق الكثير من الاهتمام ، فمنتخبنا الشاب الحالي يضم بصفوفه لاعبين مميزين جداً ولديهم إمكانيات فنية كبيرة، ولابد أن تصقل مواهبهم بالأندية والمدارس الأوروبية من خلال ابتعاثهم لها، لكي نصنع جيلاً يكون قادرا بإذن الله على بلوغ كأس العالم 2022 وتجاوز دوري المجموعات لمراحل أكبر، فالروح العالية التي شاهدنا بالإضافة لموهبتهم، تجعل بارقة الأمل تتسع لدينا معهم بأننا قادرون على العودة من جديد لسيادة وتزعم آسيا.