بعيداً جداً عن الهوس بثنائية المثقف والقهوة، وقريباً جداً من التواصل المختلف بين الكاتب وقارئه أو الفنان ومتذوق فنه، فإن (الجزيرة الثقافية) تبعت طرف الحكاية وها هي تنقلها لكم عبر صفحاتها. بلا شروط ولا ختام تخضع فاطمة الداوود نفسها لتحد مع الخطوط والألوان في مقاهي الرياض، لتقدم أعمالها للمجهول الذي ستجمعه بلوحاتها الصدفة والصدفة فقط، حيث إنها ترسم لوحاً وتترك ما ترسمه لصاحب الفنجان التالي مع رسالة إهداء قصيرة «لمن يجلس هنا هذه الرسمة لك»، وتدع بقية الحكاية تكتمل دون أن تنتظر إسدال ستار أو اكتشاف ملامح الأبطال. بدأت أولى رسائلها الفنية في مطلع يوليو (تموز) الماضي وبتواطؤ جميل مع زوايا مقاهي العاصمة السعودية، صنعت مزيجاً ملفتاً للنظر يجمع الفن وعالم الرسائل والقهوة في آن واحد وكأنها بذلك تمنح مقاهي الرياض بعداً ثقافياً عميقاً. وعن منبع الفكرة والبدايات ذكرت فاطمة الداوود ل(الثقافية) أن شغفها بارتياد المقاهي للقراءة والعمل ساهم بأن تبدأ المشروع الذي سعت من خلاله لتحفيز نفسها لممارسة الرسم بشكل شبه يومي، لذا جاء القرار بأن تذهب كل يوم لمقهى معين وترسم فيه. وعن الأعمال التي قدمتها لمجهول أشارت الداوود إلى أن فكرة ومعنى أثر تتركه لآخر لا تعرف من هو منحها مشاعر جميلة وساهم أيضاً بتخفيف تعلقها بالأشياء. الثقافية سلطت الضوء على التجربة بفرادتها وعمقها ولاشك تأمل أن تنتشر العدوى.