نعم، هذه الدولة المباركة في كل أدوارها التاريخية قد سعدت بقيادتها الحكيمة خلفاً عن سلف، وتمتعت الأمة في ظل قيادتها الراشدة بالأمن والاستقرار في منهج إسلامي قويم يحفظ لها الضرورات الخمس الدين والنفس والنسل والمال والعقل بعدل وبقوة وبصيرة، وحين تفاجأ الأمة بأمر من الأمور غير المستساغة شرعاً وعقلاً، تبرز مصداقية الدولة وجاهزيتها بفضل حكمة ولاة أمرها وكفاءة علمائها وصحة معتقدها، ويكون التوفيق حليفها، فتعلو كلمتها ويزداد تماسكها ويتعاظم ولاؤها لولاة أمرها، وتعضّ بنواجذها على وحدتها وحماية وطنها الذي يحتويها ويحتوي مقدساتها، وتعالج مشكلاتها بالحزم والعزم المستند على دستورها كتاب الله وسنَّة رسوله صلوات الله وسلامه عليه، مع الأخذ في الاعتبار أنظمتها المرعية، ويتولى القضاء المستقل الفصل في الأمر، ومن حسن حظ هذه الأمة أنها رضيت بالتحاكم إلى شريعة الإسلام، وكانت واثقة من صواب منهجها وضمان استقرارها، ومن حسن حظ الأمة أيضاً سلامتها من الطائفية البغيضة والحزبية المتناحرة، ومما لا شك فيه أن قرارات وأوامر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيَّده الله ورعاه- في هذا الظرف كانت موفقة وراشدة وفعَّالة وشجاعة وتبشِّر بخير، ونقول له طبت وطاب مسعاك. وختاماً نقول إن الدعاء الصالح مبذول لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولساعده الأيمن صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير الهمام محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على ما تحقق من منجزات تاريخية لصالح هذه الدولة المباركة، ولصالح العرب والمسلمين، ولصالح الإنسانية، فجزاهما الله -عز وجل- أحسن الجزاء وأتمه.