على الرّغمِ مِن أنّ الموت حقٌ على كُلِ إنسان، إلا أنّهُ الأقسى والأصعب والأفجَع على النفسِ، ولا يبقى لنا سوى تأمل الذكريات التي كانت تجمعنا معهُم والدعاء لهم في قبرهم. ليس هُناك أشد قسوةً وألماً على الشخص أكثرُ مِن أن يسمع نبأ وفاةِ صديقٍ كان أقرب مِن أخٍ له في وقت من الأوقات. خاصةً إذا ما كان الصديق قد اختفى لفترة وقلّت الاتصالات معه في هذا الزمن الذي أقل ما يقال عنه أنه أغبر وللأسف الشديد. غيب الموت قبل أيام صديقًا لي في وقت الشباب وهذا الصديق يعتبر عَلَماً في مجتمعنا حيث يعد من أوائل الرواد السعوديين في عِلْم من العلوم المفيدة للمجتمع يندر أن يوجد عالِمٌ في تخصصه على مستوى البلاد وهو الخدمة الاجتماعية ألا وهو الأستاذ الدكتور راشد بن سعد الباز -غفر الله له-. كان -رحمه الله- من ضمن أول دفعة تخرجت في الجامعة عام 1403ه ومن أسعد اللحظات أن كنت معه ضمن كوكبةٍ من الرعيل الأول في هذا التخصص ولأنه كان مميزًا أُختيرَ للإعادة وغادر للولايات المتحدة لإكمال مراحل الدراسة ورجع متسلحاً بسلاح العلم وبدأ يشارك في إعداد الأجيال حيث تخرج على يديه أغلب أساتذة قسم الخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ونفرٌ ليس بالقليل في هذا التخصص المهم. واستمر -رحمه الله- يعطي ويعطي حتى ترجل عن هذه الدنيا. فسلامُ الله عليك أبا أيمن وغفر الله لك وجعل كتابك في عليين إنه سميع مجيب وجمعنا بك في الجنة والمسلمين أجمعين. ** **