تخيل ماذا ستكون وجهة نظرك حول ما يقال وما يُكتب عن يوم المعلم وحق الطالب في بيئة نظيفة وسليمة ونشطة وفاعلة مليئة بوسائل الجذب والاهتمام والرعاية الصحية وأنت ترى بعض المدارس في مستوى غير ملائم في النظافة ووسائل السلامة. لماذا عندما أتى معالي وزير التعليم للمنطقة الشرقية قبل أشهر معدودة لم ير إلا مدارس تسر العين كمجمع الأمير سعود بن نايف بالدمام والذي تشرف على صيانته شركة أرامكو السعودية، ولم يمر على المدرسة التي رأيتها لساعات خلال تدريب طلابي الجامعيين فيها بحي بدر غرب الدمام أو مدارس أهلية منتقاة بعناية فائقة، أليس من الواجب والعدل والإنصاف أن يرى الواقع الذي يعيشه الناس في حي الجسر مثلاً بالخبر، حيث توجد مدرسة ثانوية على شارع تجاري قد حوّلت قسراً من بيت سكني فيه غرف النوم إلى فصول دراسية والحال مع المطبخ قد لوي ذراعه إلى معمل علوم وهكذا؟! فبالله عليكم أين الدفاع المدني وسلامة المخارج من معمل الكيمياء أو المكيفات والحرائق تخيلوا الأنفس التي ستشوى - لا قدّر الله - في ظل محاباة لمالك مدرسة أهلية ظروفه المادية لا تسمح بفتح مدرسة مؤهلة تأهيلاً سوياً؟! من المسؤول أمام الله أولاً ثم المجتمع؟ أستغرب عندما يأتي وزير للتفقد يكون جدوله ليوم أو يومين في زيارة مرتبة بعناية فائقة ومدروسة ومحبكة فلا يرى إلا ما يبهج، وهكذا الحال مع من يماثله لا يرون الكليات البعيدة جغرافياً فيشعرون بحجم المعاناة من واقع التدريس لطالبات جامعيات من خلال الميكروفون كصوت فقط يسمع أحياناً ويتقطع كثيراً، أو من خلال زجاج كاتم في ممر مغلق على أنفسهم يتحدثون مع متعلمات وأساتذة في تعليم عال! إن ميزانية الدولة - رعاها الله - والتي قدّر لها ما يفوق التريليون من الريالات لم تأت من عبث، بل هي رغبة أصيلة وعميقة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد - حفظهما الله - في أن تكون برامج الدولة الصحية والتعليمية وغيرها من الخدمات جاذبة للمواطن والوطن تعكس الصورة الحقيقية التي يجب أن يراها أبناؤنا وبناتنا ويعيشوها وهم سعداء وفخورون ومبتهجون في ظل عهدهما الميمون عهد الحزم والعزم . وفي الختام اللهم أيّد قادتنا ووطننا واكتب له النصر والتمكين والرفعة والعزة واكسر شوكة كل من آذانا بسوء ومكر آمين. ** **