أكد القنصل السعودي في اسطنبول محمد العتيبي أن المملكة من أحرص الدول على مواطنيها، وتبذل كل جهدها للتواصل معهم في حال فقدان الاتصال بهم. وقال العتيبي خلال لقائه عددا من صحفيي «رويترز» داخل القنصلية السعودية في اسطنبول، إن المواطن جمال خاشقجي غير موجود في القنصلية ولا في المملكة، مشددا على أن القنصلية والسفارة تبذلان جهودا للبحث عنه ونشعر نحن بالقلق إزاء هذه القضية. وأشار العتيبي إلى أنه لم توجه اتهامات قانونية لخاشقجي في القنصلية، مؤكداً أن اختفاءه قبل أربعة أيام ليس في مقر البعثة، وقال إن القنصلية مزودة بكاميرات لكنها لم تسجل أي لقطات لخاشقجي، ومن ثم من غير الممكن استخراج صور لدخوله أو مغادرته للقنصلية التي تطوقها حواجز الشرطة وتحيط بها أسوار للتأمين تعلوها أسلاك شائكة. ومضى العتيبي بالقول: باعتبار جمال خاشقجي مواطنا سعوديا فإن المملكة لا تقبل أن يتدخل أحد في شؤون مواطنيها أو يزايد على حرصها عليهم. كما أن المملكة ترفض أي محاولات من أي دولة كانت لتسييس قضية اختفاء جمال قبل ظهور المعلومات السعودية الرسمية عن تفاصيل اختفائه. وفي حين أكد العتيبي عدم صحة ما ذكر في وسائل الإعلام عن وجود جمال خاشقجي داخل القنصلية، أعرب عن قلق المملكة من اختفاء مواطنها بهذا الشكل وقال : نأمل في تكاتف الجميع للبحث عنه وإيجاده. وأكد العتيبي أن القلق على اختفاء المواطن جمال خاشقجي دفع حكومة المملكة إلى فتح باب قنصليتها للإعلام رغم الأعراف الدبلوماسية، سعياً منها لبذل كافة الجهود وتكاتفها للبحث عن المواطن المفقود بعد خروجه من القنصلية، بعد مراجعة إجرائية تتعلق بأوراق شخصية وخرج بعد فترة قصيرة من دخوله للمبنى. وأضاف العتيبي أن جمال خاشقجي راجع القنصلية قبل اختفائه بعدة أيام، وسبق له مراجعة سفارة المملكة في واشنطن ولم يمسسه أي شيء في المرات المتعددة التي راجع فيها سفارة بلاده. وأعرب العتيبي عن أسفه لخروج بعض التصريحات من المسؤولين الأتراك واستعجالهم في إطلاق الأحكام بناء على ادعاءات أشخاص، وليس حقائق الأمور، مؤملاً تكاتف الجميع في مثل هذه الحالات للبحث عن المواطن المفقود، مشدداً على أنه ليست من مبادئ وأخلاقيات المملكة اتخاذ مثل هذه الخطوات باحتجاز شخص في مبنى بعثتها الدبلوماسية. وقد تجول صحفيو «رويترز» في مقر القنصلية السعودية، والمؤلف من ستة طوابق والواقع شمال اسطنبول، وللمبنى مدخلان أحدهما في الواجهة الأمامية والآخر في الخلف، وقال العتيبي إن خاشقجي ربما يكون غادر من أيهما. وصحب القنصل الصحفيين في جولة داخل كامل مرافق المبنى، بما في ذلك المصلى والمكاتب وشبابيك التأشيرات والمطابخ والمراحيض وغرف التخزين والأمن، وفتح خزانات الملفات وأزاح الألواح الخشبية التي تغطي وحدات تكييف الهواء.