إلى شرفاء البصرة: صرختم بقوة، أمام العالم كله، دون خوف: «إيران بره بره».. لأنكم رأيتم وجه إيران الحقيقي، كما رآه كل من اقترب من هذا الكيان المجرم. أقول كل، لأنه لدي الكثير من الشواهد. أحدها أني سمعتُ بنفسي الحكاية كاملة، من بعض طلبة العلم في الحوزات الإيرانية، العائدين لديارهم في السعودية والخليج، بل والناجين من قبضة النوم الطويل الذي كانت إيران تهدهد به أتباعها. هؤلاء، قالوا عن الحقد الفارسي للعرب، قالوا عن الصراع الشيعي/ شيعي داخل حوزات قم، قالوا عن الهوة العملاقة بين الدين التنظيري واللادين الذي يطبع سلوك وأقوال ملالي إيران، قالوا عن الاغتيالات والإيذاء وحرق منازل وطرد لكل من ينتقد الثورة وسارقها الخميني. (أقول سارقها، لأنها كانت ثورة شعب، قبل أن يختطفها الخميني كاللقمة السهلة، ثم اغتيال قادتها الحقيقيين). أعلم أنه لن يصدقكم المخدوعين بإيران في الخليج والعالم الإسلامي. سيقولون أموال الخليج، سيقولون مخططا أمريكيا جديدا، سيقولون عداء ديني، سيقولون كل شيء، باستثناء الحقيقة. حقيقة المياه الملوثة التي تشربونها، الظلام الذي تعيشونه بعد انقطاع الكهرباء، الأوبئة والأمراض والأورام والبطالة والعيش الضيق الذي أطلق من حناجركم: «إيران بره بره، والبصرة تبقى حرة». إنه الألم الحقيقي الذي بدد الوهم. التجربة المؤلمة تلك هي ما أنتجت هذه العبارة، وهي ليست مجرد كلمات منتهية يسجع، ليسهل تكرارها، بل عبارة واضحة وذكية، تدل على استفاقة نادرة. لأنها ربطت بين خروج إيران، والحرية. نعم، هذا هو طريق الحرية والكرامة، أن تُخرج كل من يخدعك، يطعمك الأوهام، يستخدمك لخوض معاركه، يجعلك منقادًا كالأبله، لانتصاراته هو وفشلك أنت. وهذا تحديدًا ما يقوم به المخطط الفارسي منذ انتصارات القادسية لليوم. يطعم أتباعه الوهم، ويبتلع هو خيرات الشعوب. يجعلهم يركضون ويصرخون ويبكون الماضي، فيما هو يحرك جيوشه لاختطاف المستقبل. هذا ما يحدث، كل من مسه سحر إيران غفى ونام، وترك مستقبله وعافيته وماله وصحته، تحت مخالبها الملوثة بالسحت! إنني أحلم بذاك اليوم الذي يصرخ فيه كل طامح لحرية حقيقية، كما صرخ أحرار البصرة«إيران بره بره، والعقول تبقى حرة».