سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حمل بعنف على فكرة الولاية وهدد بخطوات تصعيدية اذا لم تستجب مطالبه . حسين الخميني : ايران تختنق بسبب نقص الحريات ... وولاية الفقيه ذروة المنكرات الاسلامية
حمل حسين مصطفى الخميني، حفيد الزعيم الايراني الراحل، آية الله العظمى الإمام الخميني، بعنف على مبدأ ولاية الفقيه، معتبراً انها "ذروة المنكرات". وقال ان الشعب في ايران يعاني الاختناق. وهدد بخطوات تصعيدية في حال رفض مرشد الثورة الايرانية السيد علي خامنئي الاستجابة لمناشدة رفعها اليه قبل ايام، عبر اذاعة معارضة تبث من لوس انجليس، وتطالب باجراء استفتاء شعبي على الجمهورية الاسلامية ونظامها السياسي القائم. وأكد في مقابلة مع "الحياة - ال بي سي" ان اجهزة الاستخبارات الايرانية تدس عملاءها في الحوزة العلمية في قم في صورة رجال دين معممين يحضرون الدروس الدينية. وقال ان السياسة المطبقة في ايران تقوم على تكميم الافواه وكتم الاصوات المعارضة، وعلى تخوين الناس. وأشار الزعيم الايراني الشاب 45 عاماً الذي صعّد حملته ضد النظام الايراني، بعد قدومه الى بغداد منذ ستة اسابيع، عقب 15 عاماً من الاعتكاف عن توجيه النقد علناً للنظام الايراني، الى ان جو الحرية السائد في العراق ما كان ليحدث لولا وجود الاميركيين. ودعا القادة الايرانيين الى الاعتبار مما حدث في العراق وفي عهد النظام الشاهنشاهي قبلاً. وأكد ان هناك 12 عميلاً للاستخبارات الايرانية المتخصصة في الاغتيالات، وكذلك ثلاث مجموعات اغتيال اخرى ارسلت الى العراق بغرض تصفيته، مشيراً الى ان اغتياله سيكون اسهل خارج ايران من داخلها. ورفض الخميني فكرة ان يكون دمية يستغلها الاميركيون كونه حفيداً لقائد الثورة الايرانية لدعم المعارضة، ولوح الى احتمال مغادرته العراق قريباً لقيادة المعارضة من مكان آخر من دون ان يستبعد العودة ايضاً الى ايران. وهاجم بشدة فكرة ولاية الفقيه، وقال ان جل فقهاء الشيعة يرفضونها ويرفضون حكم علماء الدين للمجتمع مطالباً بفصل الدين عن الدولة. واعتبر ان موقف ايران المشارك في الصراع العربي - الاسرائيلي موقف مصطنع وان الاولى للايرانيين الاهتمام بشؤونهم من دون الفلسطينيين لأنهم يعانون اكثر منهم. وقال الزعيم الايراني ان الاستفتاء هو الحل وفي حال رفض الايرانيون فكرة الجمهورية الاسلامية القائمة على حكم رجال الدين فإن على المسؤولين الايرانيين ان يعودوا الى بيوتهم ليحدث التغيير "من دون سفك دماء". وفي ما يأتي نص الحوار: هل تعرفنا الى مسيرتك؟ ولدت عام 1958 في مدينة طهران ولكنني نشأت في قم إلى أن صار عمري سبع سنوات. عام 1965 جئنا إلى العراق بعد رجوع الإمام الخميني مع الوالد الشهيد من منفاه في تركيا التي نفيا اليها عام 1964، وعندما أتيا أبرقا إلينا بأنهما موجودان في العراق فلحقتهما العائلة كلها. أتيت أنا وشقيقتي الصغيرة وكان عمرها سنتين وجدتي عقيلة الإمام. وبعد فترة عادت بقية العائلة لأن عماتي كن متزوجات وعمي كان ممنوعاً من الخروج بسبب خضوعه لقانون الخدمة العسكرية. وكذلك رجع بقية الأقرباء ونحن بقينا في العراق. دخلت الابتدائية وبعدها المتوسطة إلى الثالث المتوسط وبعد ذلك دخلت الحوزة وبدأت بمقدمات في النحو والصرف والمنطق. وكنا قبلاً في فترات الصيف نتبع الأمر نفسه. كانت النجف آنذاك بلدة عامرة بالعلم والفقه والشعر والأصول وجلسات الحوار. كل مكان تذهب إليه، وكل جلسة تقصدها هناك حوارات الأدب والتاريخ والعلم. بعدما أنهينا "المقدمات" و"السطوح" بدأت الدراسات العليا التي تضمنت ما يسمى "البحث الخارج". حضرت دروس الشهيد السيد محمد باقر الصدر. وحضرت دروس السيد الوالد الشهيد في الأصول وحضرت دروس الإمام الخميني في الفقه وحضرت دروس الإمام الخوئي في الفقه أيضاً، إلى أن ذهبنا إلى فرنسا. وبعد ثلاثة شهور، أتى السيد الإمام مباشرة إلى إيران، بينما توجهت أولاً إلى العراق وأخذت معي والدتي وشقيقتي ودخلنا إلى إيران من طريق البر، وذلك قبل أسبوع من وصول الإمام الخميني إلى إيران. هذا مختصر لحياتي قبل الثورة وحتى نجاح الثورة. وماذا حدث بعد نجاح الثورة؟ وماذا فعلتم؟ - كنا في قلب الثورة وفي متنها، ومع الإمام، ومع الأحداث، وفي كثير من القضايا والأمور السياسية والفكرية والاجتماعية. بعدها بقليل بدأت الحرب وذهبنا إلى الجبهة وجبهات القتال وتطوعنا مع طلبة الحوزة الذين أتوا معنا إلى عبادان وخورمشهر وهناك شكلنا نواة المقاومة في العشائر العربية الموجودة في خوزستان وتعاونا مع العراقيين الذين كانوا في ذلك الوقت في إيران، ويريدون أن يحاربوا نظام صدام. وكنا ندعمهم وكنا معهم. وكان مركزي طبعاً في الجبهة، وتركز أولاً في الأهواز، حيث بقي الطلبة فيما ذهبت إلى عبادان وخورمشهر وكانا مركزي منطقة "قصبة" داخل عبادان، بين العشائر العربية. وكان الأمر أكثر ملاءمة. بقيت ثمانية شهور وبعد ذلك انسحبت، بعدما رأيت أن الحرب لا تلائم الفكر الذي عندي، على رغم أنني كنت في الجبهة منذ ثاني يوم لاندلاع الحرب، ولكنني انسحبت بعد ثمانية شهور. كانت هناك أمور سياسية حامية الوطيس تجرى في طهران وفي إيران بين المثقفين والوطنيين كما يقولون، وبين من يسمون أنفسهم "حزب الله" في إيران والذي هو الحزب الجمهوري في الحقيقة. أنا لا أسميهم "حزب الله" لأن هذا اسم مقدس بل اسميهم الحزب الجمهوري. حدثت مسائل في صفوفهم، وكان الشعب أيضاً مستاء مما يجرى ومن الخلافات التي كانت تسيء للبلد، وتجاوز القوانين الدينية والفقهية والأخلاقية والإنسانية والإسلامية التي شكلت منتهى التجاوز آنذاك. وجراء هذه الأوضاع احتجيت على هذه الأمور، وكنت أحمل في بعض المقابلات الصحافية التي كنت أجريها في ذلك الوقت على هذه التجاوزات وأقول إن هذا خلاف القانون وخلاف المنطق، إلى أن ألقيت خطبة في مشهد قلت فيها ان ما يجرى مخالف للإسلام، وأنه مع احترامي للقيادة طبعاً، لكن لنا الحق أيضاً أن نشكو لأن القيادة لا تقبل بقتل الناس الأبرياء ودهم البيوت. هذه الأمور كانت كثيرة في إيران. وطبعاً شجبناها وقلنا إن هذا استبداد ديني وهو أخطر بكثير من الاستبداد الشاهي. بعد هذا الخطاب وقعت لي مشكلات وحرمت من التدخل في الساحة السياسية وعكفت على الدراسات والسيد الإمام كان موجوداً، وكان له حق الولاية الأبوية طبعاً علي، وأنا أخذت بكلامه وذهبت إلى قم وعكفت على الدراسة فقط. وحتى اليوم؟ - حتى اليوم، لكننا أيضاً في قم نحكي في الأمور الدينية وأن الدين هكذا في الأرض. ولكن نعم حتى اليوم، بعنوان أنني لم أتحدث في السياسة بشكل علني، في الصحف في الإذاعات لم يحدث، لأنه في إيران، كما تدرون، الجو جو اختناق، وحتى إذا أردنا أن نتحدث فإن هذا الكلام الصادر عنا لا يطبعونه ولا يذيعونه، نحن ممنوعون. ليس أننا لا نريد الكلام. بالعكس نريد الكلام، لكنهم لا يطبعونه، لا يسمحون لأحد بالكلام في مجلس عام، ولا في إذاعة عامة في الإمكان الحديث والتواصل. هذا الوضع موجود والإمام غير موجود حتى يقول لي لا تتحدث. ونصيحته لم تكن تنص على بقائي إلى الأبد. هو قال لي إن الدراسة أفضل لك، وبالفعل كانت أفضل لي. كنت على مدى 15 عاماً خارج الحلبة السياسية العامة؟ - خارج الحلبة السياسية الحكومية، ولكن داخل الحلبة السياسية الشعبية... موجود في مركز قم. الاستخبارات في قم يقال إن نشاط أجهزة الاستخبارات في قم يحول دون تحرك رجال الدين بحرية؟ - نعم هذا موجود، وهذا يؤدي من ناحية إلى حدوث اختناق ومن ناحية إلى حدوث مقاومة. إلا أن الحوزة العلمية في قم لم تخضع لوطأة الحكومة الدينية. هناك تحرر أيضاً في الحوزة. هي ليست مثل المؤسسات الأخرى في إيران كالوزارات والهيئات الخيرية. المؤسسة الوحيدة التي هي ليست تحت وطأة الحكومة هي حوزة قم، على رغم التخويف. يبدو أن العراق يتحول مرة أخرى قاعدة خلفية للمعارضة ضد النظام القائم في إيران. ولكن هذه المعارضة اليوم، إذا تمت، تجرى في ظل وجود أميركي. كيف تفسر قدومك إلى العراق اليوم؟ - يجب ألا تروا الأمور في شكل سلبي، كما حدث أمس حينما قالوا لي إن الإمام الخميني كان يرى بولاية الفقيه وأنت الآن تعارضه، وأنت تعادي ولاية الفقيه. قلت لهم لمَ ترون الأمور من منظار سلبي؟ لم التعقد النفسي ما بيننا؟ هناك نظرية ورأي يقولان بولاية الفقيه، والإمام أيضاً حتى الخمسينات من عمره لم يكن يقول بولاية الفقيه، لكنه بعدما تجاوز الخمسين صار يقول بولاية الفقيه. هذه وجهة نظر تحظى بالاحترام على كل. هناك أجواء حرية موجودة، ولولا أميركا لما كانت موجودة. هناك أجواء حرية نقدر أن نتكلم فيها. يمكن الآن أن تكون المعارضة الإيرانية هنا، ممكن أن تكون في المريخ أو في غير مكان. لماذا نفرض من الآن أن تكون المعارضة من العراق؟... يمكن بعد أيام ان نتخذ مكاناً آخر للمعارضة. لم قدمتم إذاً إلى العراق؟ - لمَ؟ هنا العتبات المقدسة التي نريد زيارتها. ونحن عشنا هنا لمدة 15 سنة. وكذلك تلقيت تعليمي هنا وكنت مقيماً هنا. هل تنوون العودة إلى إيران؟ أم أن قدومكم... - بالطبع أريد العودة إلى إيران. قلت ذلك لإذاعة "بي بي سي"، القسم الفارسي. سألوني فقلت لهم ليس هناك من يقرر ما إذا كنت أذهب إلى إيران أو لا أذهب. أنا الذي أقرر ما إذا كنت أذهب. سألوني هل العودة فيها مشكلة؟ أجبت نعم ولكن تحقيقها ليس مشكلة. قيل إن هناك مجموعة من 12 عميلاً من أجهزة الاستخبارات الإيرانية المتخصصين في تنفيذ الاغتيالات، قدموا إلى العراق لاغتيالكم. ما مدى صحة هذه المعلومات؟ وهل يعني ذلك أن باب العودة مثلا سُد أمامكم؟ - لا ليس لديهم شيء... من خطاب واحد جوابهم يكون إطلاق الرصاص. أي حكومة هذه التي تهتز بسبب خطاب واحد وكلمة واحدة؟ وهي ليس لديها جواب، باستثناء جوابها بإطلاق الرصاص. هذا في الخارج، أما في الداخل فهم لا يستطيعون القيام بشيء من هذا القبيل. يعني خطر الاغتيال قائم إذا كنتم خارج إيران وليس داخل ايران؟ - خارج إيران، داخل إيران، ولكن في الخارج أكثر. خارج إيران تضيع المسؤولية ويرمونها على هذا أو ذاك. يمكن أن يقوم غيرهم بذلك. لا أعرف. لكن هذا واقع. والأعمار بيد الله. وسمعت أيضاً أنهم أرسلوا ثلاث مجموعات أتت لإجراء هذه الأمور. والهدف الرئيس هو أنتم؟ - لعله يكون. وجهتم نداء إلى مرشد الثورة السيد علي خامنئي تطالبون بإحداث تغييرات وإجراء استفتاء في إيران. ما هي ملابسات هذه المناشدة وهذه الرسالة التي وجهتموها بعد خروجكم من إيران. وليس أثناء وجودكم فيها؟ - الرسالة كتبتها إليه بالفارسية. وطالبته بإجراء الاستفتاء لأن إيران باتت في مأزق لا مهرب منه: مأزق داخلي كبير من جميع الجهات، ومأزق خارجي من جميع الجهات أيضاً، وليس من طرف الولاياتالمتحدة فقط. المشكلات الخارجية لإيران لا تنحصر في العداء الأميركي. العداء الأميركي أحد مشكلاتها. نعم. وليس لدينا مفر من هذا المأزق يكون منفذاً ومخرجاً من هذا المأزق للشعب وللدولة الإيرانية ولحكومة الجمهورية الإسلامية في آن، إلا عبر إجراء استفتاء شعبي. والقانون الأساس الإيراني يعطي الصلاحية للقائد لإجراء هذا النوع من الاستفتاء. يقيم استفتاء شعبياً وإذا أبدى الناس آراءهم لمصلحة الجمهورية الإسلامية ستخرج الجمهورية الإسلامية من جميع المآزق داخلياً وخارجياً، وتكون بداية جديدة للاستمرار. وفي المقابل أيضاً اذا حدث أن صوّت الناس ضد الفكرة، فإن ذلك سيجنبهم المسؤولين الوقوع في مشكلات، وسيكون في وسعهم العودة إلى منازلهم في شكل سلمي وكأبطال، لأنهم مكّنوا الشعب من إبداء رأيه ومن دون سفك الدماء. وإذا كانوا يعتبرون مما جرى في العراق فإن في ذلك عبرة لأولي الألباب. ممكن أن يكمل الأميركيون حربهم التي بدأوها ضد العراق ويواصلونها ضد ايران؟ - لا، ليس فقط الأميركيون هم الذين يمكنهم ان يستهدفوا إيران. الأميركيون يمكن أن يتخذوا الأمر ذريعة ليتدخلوا. والشعب بدوره ممكن ان يقوم بذلك. ليعتبروا من العراق ومن النظام الشاهنشاهي ومن التاريخ. انتم ابرز رأس لتيار معارضة ايرانية يأتي من داخل الحوزة يأتي في ظرف خاص. هل هذا التيار مرشح للنمو وان يعلو صوته في المستقبل اذا رفضوا الاستجابة لطلب الاستفتاء؟ - طبعاً. هذا تيار لست فيه وحدي، بل يضم ابناء الشعب والمتدينين ومن اصحاب الثورة وأبنائها انفسهم. وشعب ايران شعب حي وله رأيه الذي يفرضه في عالم الخارج. ها ان وجودكم على رأس هذا التيار الذي يخرج للمرة الاولى من ايران بهذا الصوت العالي، وارتباطكم باسم الإمام الراحل آية الله الخميني يعطي طابعاً جديداً للمطالبة بتغيير تجربة ايران بعد الثورة والقائمة على ولاية الفقيه. وهذه نظرية في الفقه تقدم بها جدكم الإمام الخميني. ألا يمكن ان يكون هناك استغلال لكم لدعم المعارضة للنظام الايراني؟ - طبعاً يمكن ايضاً في اطار الجوانب السلبية التي سبقت الاشارة اليها. هذا ممكن، وباب الاتهام واسع. من الاتهامات التي تصل اليكم انه استُغل من الولاياتالمتحدة لضرب الاسلام والمسلمين. وهذا ما يقال لكن الواقع غير ذلك وسترون بأم اعينكم. انتم الآن تقودون هذا التيار. كم من العلماء يؤيدونكم في ايران؟ - العلماء في ايران لديهم نقمة على هذا الوضع ولدينا اشكالات ونقد كثير لأعمال الدولة. إضافة الى ان علماء كثيرين في ايران هم من التيار التقليدي الشيعي الذي يقول بفصل الدين عن الدولة وعدم التدخل في الامور الحكومية من رجال الدين. هذا التيار هو التيار التقليدي بعكس ما يتصوره الناس. جوهر هذا التيار هو فصل الدين عن الدولة. ومؤيدو هذا التيار موجودون في ايران. فصل الدين عن الدولة بمعنى انهاء تجربة ولاية الفقيه؟ - نعم لأنهم لا يرون بمشروعية ولاية الفقيه وكذلك جل فقهاء الشيعة في تاريخ الشيعة. بحسب التقرير الشيعي، فإن ولاية الفقيه، وبحسب الذين يعتقدون به، وهي غير ولاية الفقيه التي يطبقونها عندهم. السيد الخوئي كان من الذين يرون بعدم ولاية الفقيه. ويقول ان ليس هناك دليل على وجود ولاية الفقيه. على هذا الاساس وعندما كان يثبت الهلال عنده كان يقول: "ثبت الهلال" في مآذن النجف وكان يقال في ذلك الوقت "ثبت الهلال عند الإمام الخوئي" ولا يقولون "حكم". وناقشوا في المسألة وقالوا يجب ان يقول حكم بثبوت الهلال ولكنه كان يقول الفقيه ليس له الحكم ولأنه فقيه فهو لا يقدر ان يحكم. ما هو موقفكم من فكرة ولاية الفقية؟ انتم تعارضونها تماماً؟ - نعم، علمياً والحكم الاسلامي هو انه من اكبر المناكير الالهية في التاريخ حكم غير المعصوم. انتم تعارضون فقه جدكم الإمام؟ - ذلك الفقه هو فقه حيوي، وليس فقه جدي. انا أؤيد فقه جدي لأن فيه ديناميكية وفيه حيوية ويقول بالاجتهاد وهو كان يرى ان الفتوى تتغير والفتوى فيها اجتهاد... باب الاجتهاد مفتوح. هل سبب موقفكم انكم من تلامذة السيد الخوئي وهو كان مخالفاً لفكرة ولاية الفقيه؟ - لا هذه المسائل غير موجودة. الأمر يحتاج الى تمحيص أكثر في اجواء الحوزة العلمية في النجف وفي قم وغيرهما. والآن ماذا ستكون الحال اذا رفض التيار المتشدد في ايران القبول باجراء استفتاء ينقض مبررات السلطة التي يمتلكها؟ هل يستمر الوضع ليصل الى مرحلة: إما حرب أهلية واما تدخل اميركي؟ - نحن قلنا ان الأمر الذي تحتاج اليه ايران هو الحرية التي هي جوهر مذهبنا. الدين دين. الدولة هي التي كانت تقتل الحريات وتسحق الفرد ولا تعطي الحقوق للفرد بل تجعل الفرد فداء لمصالح المسلمين، أي فداء لمصالح المجتمع. اذا استمر الرفض والمنطقة في مرحلة تحول واعادة هيكلة بينما ايران محاصرة جغرافياً من كل دول الجوار اميركياً، كيف يمكن للنظام ان يستمر؟ - استفتاء الشعب اذا جرى سيكون الحل. هل هناك امكان للانفتاح على اطراف معارضة اخرى كمجاهدين خلق؟ - لا. هم على كل حال كأفراد موجودون ولكن افكارهم افكار شمولية وهي أيضاً ديكتاتورية وتشبه أفكار أولئك في ايران. هل حظيتم بدعم من علماء شيعة في بلدان عربية أخرى؟ - هناك مؤيدون لهذه الفكرة. هل لديكم القدرة على تحمل اعباء هذه المواجهة؟ - سألوني هذا فقلت اذا تم هذا الشيء فهو مبعث فخر كبير بأن اكون مجاهداً لايجاد الحريات ولو لفرد واحد. وماذا عن علماء الدين في ايران الذين هم في السلطة. ما هو موقف الدين منهم؟ وهل الكثيرون منهم فعلاً اغنياء كما يقال؟ - مثلما قلنا هناك ضغط عميق للحريات ويجري ادخال المخابرات في الحوزة لباس المعممين فيشاركون في الدروس الحوزوية ودروس "الخارج" وهم في الواقع عناصر استخبارات. هذا الأمر سائد في قم والمدينة تعاني منه. ما هو مصير الحوزة الشيعية إذاً؟ - ستكون حريات الحوزة الشيعية في الابداع والتطور. الثالث الأخير قلتم إن الحوزة في قم عرضة لتدخل أجهزة الاستخبارات أي الدولة، وكذلك الحوزة في النجف تعرضت أيضاً لقمع ولضغوط أمنية وصلت أحياناً حد تجنيد بعض علماء الدين. كيف للشيعة الآن، إذا كان قادتهم عرضة لاختراق الدولة، أن يقولوا إن لديهم حرية؟ - الحل تبيان الفقه الشيعي. السائد ليس روح الفقه الشيعي ولا الفقه الشيعي. الآن مشايخ الشيعة يقولون إن هذه هي الشيعة ولكن هذا ليس روح الفقه الشيعي. ما هي خطة التحرك المقبلة؟ ماذا ستفعلون الآن؟ هل ستدعون إلى مؤتمر؟ أم هل ستعقدون مؤتمراً صحافياً لتوضيح وجهة نظركم؟ - نحن دعونا إيران والحكومة الإيرانية لإجراء استفتاء. وهناك خطوات أخرى. وإذا أجابوا عليها، ستكون وراءها خطوات. كيف هو موقف الأميركيين هل يرحبون ب...؟ - لا، لا أعلم بالأميركيين إن كانوا يرحبون أو لا يرحبون. ذهبتم إلى كربلاء؟ - نعم. استقبلكم الناس، بما في ذلك الإيرانيون الموجودون هناك، بكثير من التقدير والاحترام تدليلاً على محبتهم لجدكم الإمام الراحل. هل ستحافظون على هذه العلاقة مع الناس إذا ناقضتم نظرية ولاية الفقيه؟ وهل لديكم فعلاً جمهور سيمشي معكم إذا دعيتم إلى تغييرات في إيران؟ - الجمهور أيضاً يؤيدني، وهم يعلمون أنني لا أؤيد ولاية الفقيه، وأنني منذ 23 عاماً أعلن معارضتي لهذه الفكرة وهم على علم بذلك، ويؤيدوني وعلى دراية بما يفعلون. هل لديكم جمهور في إيران؟ - الجمهور موجود وهم أيضاً يؤيدون الفكرة. وهم أيضا أناس أحرار ونحن نصر على حرياتهم وهم أحرار ويريدون الحرية، وقد اختنقوا من الاختناق الموجود ولهم الجرأة ولهم الشجاعة. أي دولة جديدة يمكن أن تقوم في إيران إذاً: دولة ينفصل منها الدين عن الدولة؟ دولة علمانية مثلاً؟ - نحن طلبنا استفتاء شعبياً ولا نعلم ما إذا كانت نتيجة الاستفتاء ضد الجمهورية الإسلامية. في البداية يجب ألا نفترض أن الناس لن يدلوا بأصواتهم لصالح الجمهورية الإسلامية، وفي حال حدث ذلك فهذه خطوة. وخطوة ما بعد سنرى. طبعاً الحكومة ستكون بحسب نظري حكومة فصل الدين عن الدولة. حكومة يكون دورها تحرير الدين... للحفاظ على الدين أولاً، وثانياً أيضاً لتسيير الأمور وخدمة الشعب وإيجاد الخدمات اللازمة له... وهذا الفكر الديني المتخلف يعوق الخدمات. ألا يعني إضعاف إيران في هذه المرحلة تقوية نفوذ إسرائيل الإقليمي؟ - وما علينا من ذلك؟! إسرائيل نفوذها صار قائماً، وماذا علينا بإسرائيل وفلسطين؟! انتم غير مهتمين بالشأن الفلسطيني؟ - مهتمون، ولكن بعد الاهتمام بأمورنا. نحن لدينا مشكلات أكثر من الشعب الفلسطيني. إذن هي سياسة المراحل يعني مرحلة هنا... - طبعاً إن شاء الله. هم سيسيرون على خير وندعو لهم... ولكن مشكلاتنا أكثر. في هذه الحال ستوقفون الصراع مع إسرائيل الذي قاد السياسة الإسلامية في المنطقة في حين أن الصراع تدعمه الآن الولاياتالمتحدة التي تقف إلى جانب إسرائيل. - هذا في العالم العربي، ولكن في إيران هذا مصطنع. الشارع الإيراني لا يهمه الأمر. هذا بحسب علمي ويقيني. بتقديركم كم تضرر المذهب الشيعي بسبب قيام دولة الفقيه؟ - كثيراً... كثيراً. تضررت إيران وهي تتضرر كل يوم. كيف احتمال أن يكون أخطأ جدكم الراحل من عدم التماس هذا... - هذا اجتهاد. وليس هو فقط من يقول ذلك. بعض الفقهاء السابقين يقولون أيضا بولاية الفقيه. وهو كان يقول بعدمه. ثم تغير بعد تجاوزه الخمسين بعد إجراء محاثات مع بعض العلماء مثل الشيخ المنتظري بالذات... وهذا الأخير كان أحد أسباب دخول فكر ولاية الفقيه في الإمام الخميني. هل حدثكم الإمام الخميني قبل وفاته عن تغيير ما في موقفه وعن مراجعة فقهية لتجربته؟ - في تجربته أسّس دولة وعمل ثورة. طبعاً الثورة التي قام بها ليست بولاية الفقيه، بعد الثورة أيضاً لم يكن هناك اسم لولاية الفقيه. ولكن بعد سنة أو سنتين أصبحت ولاية الفقيه حقيقة. ولو كانت هذه الفكرة طرحت سنة 1977 ربما ما كان الناس نزلوا إلى الشوارع وهتفوا باسم الجمهورية... باسم الثورة الإسلامية. سرقة الثورة يعني سُرقت الثورة؟ - طبعاً حدث لعب بالناس. الناس استهزئ بهم وبأفكارهم وبجهودهم. صاروا محلاً للسخرية. تعني ان الثورة سرقت لمصلحة الدولة؟ - نعم لكن الثورة حتى الآن روحها قائمة يعني ليست كلها سرقت. هناك فساد اجتماعي في إيران، وضائقة اقتصادية وصعوبات اجتماعية وعزوف عن إتباع الفكر الديني. هل يمكن إصلاح ذلك إذا حدث تغيير؟ - نعم. إذا حصل فصل الدين عن الدولة فكل شيء سيكون على ما يرام ونحن نسير في أول خطوة في الاتجاه الصحيح. هل تتوقعون، جدياً، رداً من مرشد الثورة السيد علي خامنئي؟ - الرد في الحقيقة يجب أن يكون إجراء استفتاء... يجب أن يقوم بالاستفتاء، والرد الحقيقي الصالح هو أن يعطي الأمر بذلك، وإن شاء الله يفعل ونحن نأمل بأن يعطي أمراً بإجراء استفتاء. وإذا رفض ماذا يعني ذلك؟ - ستأتي الخطوات الأخرى. أي خطوات؟ - قلت إن هناك خطوات، ويجب أن نواكب ما يحدث. ألا تخافون بأن تقتلوا اغتيالاً؟ - عندما يولد الإنسان يكون معرضاً للخطر من اليوم الأول وحتى يومه الأخير. وأحياناً يكون الإنسان عرضة لخطر كبير ولا يحدث له شيء. وأنا أصبت مثلاً في الجبهة حينما سقطت قذيفة أمامي ولم تنفجر، مقابل مسجد في خورمشهر. وماذا عن حوزة النجف؟ هل يمكن أن تلعب دوراً مسانداً لكم في طرحكم الجديد؟ - لا نأمل منهم خيراً... وإن كنا نأمل من النجف الخير، ولكن ليس من الحوزة. هناك طلاب متدينون. ولكن في ما يتعلق بالجهاد فإننا لا نعلم. ألا يبدو طرحكم إلى حد ما غير مألوف بالنسبة إلى التيار الفكري الشيعي السائد عادة؟ - لا، هو في إيران سائد، ولكنه خارج إيران وفي الأجواء العربية يبدو غير مألوف. إلا أنه في إيران أمر مألوف. هل تتوقع إذا لم يجر استفتاء أن تصل إيران ذات يوم إلى مرحلة ثورة جديدة مماثلة لثورة 1979؟ - هذه الأمور يقررها الواقع الخارجي والأحداث التي تخصها.