تعد بحيرة «الأصفر» بالأحساء أحد أهم المواقع السياحية البيئية في المملكة كما تعد أكبر بحيرة في الجزيرة العربية. وموقع بحيرة الأصفر من المواقع الاثني عشر التي انضمت بها واحة الأحساء إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو، مما سيسهم في زيادة الرحلات السياحية للموقع وتنفيذ المشاريع التي وعدت بها المحافظة لتأهيل الموقع. وبحيرة الأصفر ذات طبيعة خلابة ومحاطة بأنواع متعددة من الأشجار مثل أشجار الأرطى والشنان والسرخس، ويطلق عليها بعض الشيوخ في الأحساء «كحل الصيف وبياض الشتاء»، نسبة لزيادة الصرف الزراعي الذى يحول البحيرة للون الغامق صيفا وفى الشتاء تزداد مياه الأمطار فيصبح اللون فاتحاً. كانت البحيرة تجمع الأمطار والماء الزائدة عن حاجة الزراعة بالأحساء إلا أنه مع زيادة الرقعة الزراعية والتوسع في زراعة النخيل زادت مياه الصرف الزراعي المعالجة التي تبدأ بالتجمع في الأحساء ثم تسير في قنوات الصرف، ثم تتجمع في قناة رئيسة طولها 10 كم، وتصب في البحيرة، وتلعب البحيرة دوراً آخر في الشتاء حيث تنقل هذه المصارف مياه الأمطار. وبحيرة الأصفر أكبر تجمع مائي حيث تصل لأكبر مدى جغرافي بمساحة 48 كم في منطقة الخليج وتعد الوحيدة في المملكة التي تعيش فيها حياة فطرية متكاملة. أصل التسمية كانت تسمى البحيرة سابقاً ببحيرة هجر ثم أخذت اسمها الحالي من الأصفر الثعلبي حاكم المنطقة في عصر بنو العباس. ويتدفق الماء إلى البحيرة من المصارف الأهلية من باقي سقي النخيل والمزارع، إضافة إلى مياه مصارف ري المزارع ومياه الصرف الصحي المعالج بشكل كامل الآتي من محطات الهفوف والمعالج بشكل جزئي بالترسيب والتعقيم، إضافة إلى مياه الأمطار النقية. كيفية الوصول تحيط بالبحيرة الكثبان الرملية، ولذا يعد الوصول إليها أمراً شاقاً إلا عن طريق سيارات الدفع الرباعي وتعد البحيرة محطة استراحة لهجرات الطيور المختلفة التي تعبر مرتين في العام من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال، وتتنوع هذه الطيور من كبيرها كالبط والأوز إلى صغيرها كالبلابل والعصافير، وتبلغ مساحة البحيرة نحو 240.000 متر مربع عمقها يتفاوت بحسب كمية الأمطار ومعدل المياه، 282 مليون متر مكعب. ذُكرت البحيرة على لسان عديد من المؤرخين الذين ذكروا أن البحيرة هي أصل المياه في الأحساء قديماً، حيث كانت سابقا امتداداً لنهر المُحَلم العظيم الذي يمتد من عين الحارة والعيون القريبة منها ليمر عبر جبل القارة ليصب في الخليج العربي وكان ممراً للمراكب والسفن حسب ما ذكر المؤرخ عبدالخالق الجنبي، وبعد انقطاع النهر وجفافه جاء القرامطة سنة 929م، في عهد عبدالله بن الحسن القرمطي بنظام ري زراعي منظم حسب انسيابية الأرض لتنتهي بتجمّع مائي ضخم شرق العمران مباشرة. وقد أصبحت البحيرة ضمن المسارات السياحية التي اعتمدتها هيئة السياحة في الأحساء.