* غيَّب الموت قبل أيام الزميل والصديق أديب أبها وكاتبها المعروف رئيس نادي أبها الأدبي الثقافي الأستاذ/ محمد بن عبدالله بن حميد بعد معاناة مع المرض لم تمهله طويلاً.. بعد عمر قضاه في خدمة أمته ووطنه وقيادته في المجالين الحكومي والأدبي، فكان صورة مشرفة للمواطن المخلص الأمين. وقد حفلت سيرته العطرة وخدمته الطويلة المشرفة بالعديد من الإنجازات الرائدة في المجالين العملي والأدبي في منطقة عسير، وكان في طليعة من أسهم في تأسيس نادي أبها الأدبي الثقافي، وتولى رئاسته لفترة طويلة، وتألق في عهده نشاطًا ونهضة، تمثلت في العديد من الإصدارات الأدبية والثقافية والشعرية والقصصية والتاريخية، إضافة إلى المحاضرات والأمسيات والندوات والمؤتمرات. ورغم مشاغله الرسمية والأدبية فقد كانت إسهاماته الصحفية الإصلاحية مستمرة في العديد من الصحف، خاصة جريدة الوطن التي هو أحد المؤسسين فيها. * أصدر الراحل العديد من المؤلفات الأدبية والتاريخية والنقدية والاجتماعية، وشجع من خلال رئاسته نادي أبها الأدبي الأصوات الواعدة من الشباب والشابات في صقل مواهبهم وتحقيق هواياتهم؛ فأنشأ جيلاً من الأدباء والأديبات يُشار إليهم في شتى التخصصات، إضافة إلى تعاونه وتواصله مع زملائه في الأندية الأدبية بالمملكة فيما يتعلق بنهوضها في أداء الرسالة المنوطة بها تحقيقًا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير/ فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب - رحمه الله -، صاحب فكرة إنشاء الأندية الأدبية التي وصلت في عهده ودعمه وتوجيهاته (ماديًّا ومعنويًّا) إلى مشارف الرقي والتقدم. * كان الراحل على خلق وتواضع واستقامة وحسن تعامل مع زملائه وأصدقائه ومحبيه وكل من تعامل معه، وعلى قدر كبير من التعاون مع مواطنيه، ويعتد به في حل المشكلات وإصلاح ذات البين. داره فاتحة أبوابها لاستقبال البعيد قبل القريب من الضيوف والزوار والجماعة، وهي صفة أصيلة، ورثها من والده الشيخ العالم الأديب عبدالله بن حميد - رحمه الله -. * رحل أبو عبدالله أديب أبها وكاتبها مأسوفًا عليه من دار أولها عناء، وآخرها فناء.. وكلنا راحلون منها، والبقاء لوارث الأرض ومن عليها. رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته. {إنَّا للهِ وإنَّا إليه رَاجِعون}. ** ** علي خضران القرني - صديق وزميل الراحل - نائب رئيس النادي الأدبي بالطائف سابقًا